-A +A
عبدالفتاح أبو مدين
قرأت في ورقة تاريخها 9/‏‏‏18/‏‏‏ 2018م لمحات في سطور عن الشاعر أحمد شوقي رحمه الله، وقال الأخ صالح المغامسي: إن ثقافة أحمد شوقي هي أضعاف ثقافة المتنبي! وإن نزار قباني أعذب الشعراء! وقال الأخ المغامسي عن المتنبي: لكن جل شعره كان في الحرب! وليأذن لي الأخ صالح أن شعر المتنبي في الحروب حقق نصراً ومكاسب لا يحققها شعر آخر، حتى إن المتنبي حين ترك سيف الدولة لم يستطع حاكم الشام يومئذ أن ينتصر على أعدائه فندم، وقال أبو الطيب وهو يغادر أرض سيف الدولة متوجهاً إلى كافور الأخشيدي في مصر:

لئن تركنا ضميراً عن ميامننا


ليحدثن لمن ودعتهم ندم

وحقاً ما قال المتنبي، ذلك أن الصوت الذي كان يحمّس الجيوش إلى القتال غاب وندم سيف الدولة في تفريطه لغياب المتنبي.

وإذا كان فارس أو شاعر عربي يدفع بالجيوش إلى النصر فهل هذا شيء يقاس عليه في حياة الأمم الراقية التي تنشد النصر بالجيوش والقوة الدافعة إلى الشجاعة والنصر من الله سبحانه وتعالى. ويكفي أن نتأمل بلاغة هذا البيت الذي أنشده حين مرض سيف الدولة ثم تعافى نظم المتنبي قصيدة:

المجد عُوفي إذ عوفيتَ والكرمُ

وزال عنك إلى أعدائِك الألمُ

صَحت بصحتكَ الغاراتُ وابتهجت

بها المكارمُ وانهلّت بها الدّيمُ

وما أخُصّكَ في بُرءٍ بتهنئةٍ

إذا سَِلمتَ فكُلّ الناسِ قد سَلِموا

ولست مع الأخ المغامسي في تقديم الشاعر أحمد شوقي عن المتنبي! وليأت بالقياس بين الشاعرين في قضية نصر الله بصوت شاعر قمة يدفع بالجيوش الإسلامية إلى النصر بعد نصر الله!

أما الشاعر الآخر الذي أشاد به صاحبنا وأعني: نزار قباني فإن هذا الشاعر قد «عرى المرأة» حين وصفها بالتعري، وهذا المجون وقاحة لا يُقاس عليها! وإني أترفع عن تقديم هذا المجون! أدباً مع الله ومع أمتي الإسلامية وقرائي من الجنسين المحترمين، وإلى الله عاقبة الأمور!

* كاتب سعودي

a_abumadian@hotmail.com