-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
شبه إجماع من النقاد وأهل الخبرة وأهل العقلانية وأنصار المنطق، على أن الإصرار على حضور المعلمات والمعلمين رغم تعليق الدراسة للطلاب بسبب السيول أمر غير مقبول وتشدد غير مبرر!.

أنا رأيته أكثر من مجرد تشدد، ففيه تؤكد الجهة المسؤولة عن التربية على أن الحضور أهم من الإنتاجية، في زمن يقاس فيه النجاح الحقيقي على كافة الأصعدة بمقدار ما تنتج وليس بما تمضي من زمن في مكان عملك! ولا بعدد الموجودين في مكان العمل، وهما علتان عانينا منهما عقودا من الزمن، في شكل حضور غير منتج في دوائرنا الحكومية، وتضخم في الكم من الموظفين لا الكيف في الإنجاز.


وبه تؤكد الجهة المسؤولة عن التعليم أن وجود المعلم في صف خالٍ مثل وجوده بين طلابه، والمعلمة والمعلم لا يستحقان من وزارة التعليم هذه المعاملة!.

ثم إن من يتخذ مثل هذا القرار في حق المعلمات والمعلمين هو إداري قد يكون ممن يصل لمكتبه متى أراد ويستأذن متى أراد ويحصل على إجازته متى أراد وينتج بمقدار ما يريد ويتعامل مع ورقة أو مراجع يتعامل دون استفزاز بحكم عمره وحاجته، بينما المعلم (والمعلمة طبعا) محكوم بساعة حضور صباحية باكرة، ولا يمكنه الاستئذان ولا يحصل على إجازته إلا صيفا، ومضطر للإنتاج الدائم لإنجاز مقرر في زمن محدد، ويتعامل مع طلاب قد يعجز والدوهم عن التعامل معهم!، فهل يحق بعد هذا أن نجبره على الحضور في ظروف أجبرنا فيها الطلاب على عدم الحضور؟! وهل للمعلمات والمعلمين سيارات برمائية تختلف عن سيارات الطلاب؟!.

لماذا يحسد أصحاب الجلوس على الكراسي الإدارية الوثيرة أصحاب الوقوف على الأقدام التعليمية طويلا؟! يحسدونهم على يوم علقت فيه الدراسة لأسباب بيئية تهدد الحياة.

إذا قلنا إن المعلم والمعلمة يستمر في الحضور والدراسة معلقة، فحسب قاعدة العكس صحيح، فإن الدراسة يمكن أن تستمر مع تعليق المعلم والمعلمة، وهذا من شر البلية المضحك.