-A +A
عبده خال
هناك مدن كثيرة يكون نصيبها الغرق في مواسم الأمطار..

إذاً، الغرق مشكلة عامة، وليست مقتصرة على مدينة دون الأخرى، ووزارة الشؤون البلدية والقروية تعلم أن هذا الغرق يمثل وصمة في جبينها كون تلك المدن لم تثبت على دعائم اكتمال البنية التحتية..


جميع مدننا الكبيرة والصغيرة لم تستوفِ إكمال مشروعي تصريف السيول والصرف الصحي، ولأننا في غرق جاءت الشركة الوطنية لاستكمال غرقنا من خلال انبعاث المياه الجوفية.. يعني حالة غرق تامة.

ولأن وزارة الشؤون البلدية والقروية مسؤولة عنا منذ الولادة إلى إعطائنا شهادة الدفن، كان من المفترض جعل حياتنا أجمل قبل أن لا نستطيع لومها أو انتظار مشاريع تصريف السيول سنةً بعد سنةٍ..

جدة الآن تغرق منذ عشرات السنوات، والفعل التصحيحي الذي حدث هو تصريف سيول الأودية المنصبة في المدينة، وهذا المشروع لا نحمل فيه لأمانة جدة لا فضلاً ولا شكوراً، فهو مشروع نهضت به همة الأمير خالد الفيصل حين استعان بفريق عمل كإدارة مستقلة لتنفيذ مشاريع درء أخطار الأمطار والسيول بجدة، تحت مظلة إمارة مكة المكرمة.. بينما بقيت مسؤولية أمانة جدة معلقة -داخل المدينة- فلم تستطع استكمال مشروع تصريف السيول، ونظل طوال العام نشتكي من الصرف الصحي ومن المياه الجوفية..

ولأنها سنوات طويلة من الغرق كان بالإمكان تجزئة المشاريع بحيث يُنجَز في السنة الأولى جزء والسنة التالية جزء، ولو حدث هذا ما كنا نتباكى مع نزول نعمة المطر!

** **

بقي من عويل أول البارحة تأخر إعلان تعليق الدراسة، وتبع ذلك أصوات المعلمين والمعلمات بأنهم مستثنون ولا بد من دوامهم وفي الساعة الأخيرة من الليل صدر أمر بتعليق الدراسة وأن الأمر يشمل المدرسين والمدرسات.. والسؤال هنا من يحدد التعليق أم أن هناك لجنة تضرب الودع (تعليق مش تعليق)...

وآخر متعلق بالأماني هم الموظفون؛ إذ ارتفع صوتهم أن ضرر سيول المطر غطت كل المدينة، فلماذا لا يتم تعليق الدوام للجميع فالخطر يشملهم أيضاً..

ليس للناس من حالة رضا كاملة، ولكنهم يرغبون في إنهاء تعليق الدراسة أو الدوام العام بوجود مدينة متكاملة، أم أن هذه الأمنية لا ترضي أمانة جدة؟

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com