-A +A
حمود أبو طالب
هل قول الأمير محمد بن سلمان في منتدى مبادرة الاستثمار أن منطقة الشرق الأوسط سوف تصبح أوروبا لناحية القوة الاقتصادية والتطور والتحديث والإنتاج وكل ما يرتبط بالقوة والحضور العالمي كقوة منافسة ومتفوقة، هل هذا القول يبدو ممكنا وقابلاً للتطبيق أم أنه مجرد حلم كبير يبقى في خانة الأحلام فقط.

الحقيقة أن الأمير محمد يأتي في وقت أشد ما نكون فيه أن نحلم ونحقق الحلم. لقد جاء بعد مراحل متراكمة من اليأس العربي والانكسار الطويل لحقها الخريف العربي الذي أودى بالكثير من المكتسبات والمقدرات العربية وخسف بشعوب وكيانات كانت متماسكة رغم أخطائها ومشاكلها. المواطن العربي تعلم عبر أجيال متلاحقة أن الوطن العربي يملك أهم المواقع بين قارات ودول العالم وأنه يملك أهم الثروات الطبيعية وبإمكانه أن يكون أثرى وأقوى منطقة، لكن ذلك لم يتحقق منه سوى أقل القليل. دول قليلة التي اهتمت باقتصادها وحرصت على الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة والمؤثرة وفي مقدمتها المملكة. لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وربما هذا هو منطلق حلم الأمير محمد بن سلمان الذي عدّد الإمكانات الاقتصادية لبعض الدول العربية وكيف يمكنها لو استثمرت جيداً أن تكون فعلا أوروبا الجديدة.


المشاريع الكبرى التحولية تبدأ بحلم والعمل يحول الحلم إلى حقيقة، فدعونا نأمل أن نرى حلم محمد بن سلمان يتحقق ذات يوم قريب.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com