-A +A
سلطان الزايدي
إن النصر مختلفٌ تمامًا اليوم، وربما «كعملٍ إداريٍّ وفنيٍّ» لم يحدث في تاريخ النصر العريق موسمًا كهذا الموسم حتى الآن، فكلُ ما يفعله الفريق النصراوي بقيادة العبقري «كارينيو» يجعل كل التوقعات تصبُ في مصلحته كبطلٍ منتظرٍ لهذا الموسم.

ولا أظنُّ إدارة النصر وهي تُعد الفريق كانت تفكر في بطولة الدوري فقط، يبدو أن الطموح كبيرٌ، ولا يوجد طموحٌ أكبر من تحقيق البطولة الآسيوية.


فالمجموعة التي يديرها كارينيو متفوقةٌ فنيًّا (أجانب ومحليون)، ومن الصعب على أي فريقٍ في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هزيمته، وقد يقول قائل: النصر لم يخض مبارياتٍ صعبة، ولم يختبر الاختبار الحقيقي، وهذا كلامٌ صحيحٌ، لكن ما نشاهده على أرض الملعب يعطينا انطباعًا قويًّا جدًّا بأن النصر فريقٌ مكتملٌ ومكتسحٌ، بدليل أن بعض المدربين من الأندية الكبيرة المنافسة مثل الهلال والأهلي يحضرون لمتابعته وتدوين الملاحظات التي قد تخدمهم في مباراتهم معه، رغم أن المدة الزمنية لموعد المباراتين ليست قريبة.

ففي النصر عملٌ متكاملٌ ومنسجمٌ بين الإدارة، التي بدورها وفَّرت كل شيء للاعبين، والجهاز الفني الذي درس الفريق جيدًا وقدَّم تقريرًا واضحًا باحتياجات الفريق لموسمٍ طويلٍ وشاقٍّ.

وبعد مضي الجولة السادسة اتفق النقَّاد بالإجماع على قوة النصر الفنية وصعوبة هزيمته، معللين ذلك بامتلاكه كل مقومات البطل، فمتى ما حافظ النصر على هذا التوهّج واستمر بهذا العطاء والجهد والحماس سيحقق هذا الموسم كل أهدافه.

إن أكثر شيء ممكن أن يخشاه المتابع المهتم بالشأن النصراوي على النصر أن يتسلل الغرور والثقة الزائدة للفريق، ومن ثم يبدأ مؤشر الهبوط بالتحرك، فتحضر النتائج السيئة التي ستفقده كل شيء رغم ضخامة الفاتورة المدفوعة لصنع هذا الفريق القوي. وحتى الآن يقدم النصر هذا الموسم رسالةً تنظيميةً رائعة، تتمثل في أن الاستعداد الجيد والاختيار المناسب وخلق البيئة الجيدة للعمل في أي فريق كرة قدم ستكون النتائج حتمًا مقرونةً بحجم العمل.

Zaidi161@