-A +A
منى المالكي
العالم يسأل –بخبث– عن حالة اختفاء لم تتضح معالمها بعد ويصدر الأحكام ويزور في الحقائق، ولكن ما يحدث ليس بالشيء الجديد على دولة قدرها دائماً وأبداً أن تكون السعودية العظمى، وما سيحدث مستقبلاً أيضاً لن يغير من حقيقة وجودنا الأقوى دائماً.

هذه المسرحية الفاشلة كشفت عن معطيات سياسية ودبلوماسية وإعلامية، كشفت عن صمود وقوة قرارنا السياسي، وعن جبروت شعب امتلك حروفاً معدودة على صفحة «تويتر» فغير بها وجه العالم وكشف عن الحقيقة كاملة، ولكن الصورة لم تكتمل للأسف، فالتعاطي الإعلامي لم يكن في مستوى القرار السياسي وهذه حقيقة لا بد أن نعالجها وسريعاً أيضاً. القراءة والتحليل للنشرات الإخبارية والتحليلات السياسية في مجملها كانت في حالة دفاع، وهذا منطقي في اللحظات الأولى، ولكن بعد صدور البيان كان لا بد أن ينقلب السحر على الساحر، وهذا ما كان يقدمه عمالقة تويتر السعوديون.


أما إعلامنا فقد كان إنشائياً في طرحه ولم يكن صانع حدث في أي لحظة، كنت أتمنى على الأقل أن يستفيد إعلامنا من مغردين سعوديين كانوا يوثقون الكلام بالصورة والحقيقة بالدليل، مثل هؤلاء كان حريا بنشرات أخبارنا أن تقدمهم في مواجهة آلة إعلامية مهمتها صنع الأكاذيب وتزييف الحقائق، ومصداقاً لما ذهبت إليه انظر لتغطياتهم الإعلامية، فقد كانت تأتي بتغريدات «الشاب الذكي» كما وصفته الواشنطن بوست معالي المستشار سعود القحطاني وتبثها وتحللها حتى أن إعادة تغريدته لأغنية «خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق» في المسلسل الكرتوني «جزيرة الكنز» كانت محل تمحيص وتدقيق وتأويلات عدة، مثل هذه الأمور لا بد أن يراقبها إعلامنا ويكون هو البوصلة والمرجعية لما نملكه من إمكانيات ولا نقف دفاعاً فقط، فنحن أولى بالهجوم من غيرنا.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@