-A +A
عبير الفوزان
فجأة.. خرجت امرأة تركية، لا يمكن تحديد عمر لها، تُدعى خديجة جنكيز تستنجد بالعرب والعجم والمسلمين واليهود والمسيحيين وحتى النساء الدخيلات على السياسة ليساعدوها على إيجاد خطيبها السعودي جمال خاشقجي، الذي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج!

منذ بضع سنوات عرّفت هذه المرأة عن نفسها في أحد البرامج التلفزيونية على قناة سلطنة عمان بأنها باحثة، وهي بالمناسبة تجيد اللغة العربية. كان بحثها الوهمي الذي استمر 3 أشهر، مدة مكوثها في السلطنة، عجيبا وغريبا، لكنه يتطلب منها لقاء الطلاب في جامعة السلطان قابوس والانتقال بين المحافظات والجلوس مع المواطنين، وأهم من ذلك الغوص في شؤون العلاقات الخليجية وتلمس التعددية المذهبية في سلطنة عمان، وسياستها مع جيرانها على مر العقود.


بغض النظر عن أيديولوجية جمال خاشقجي، وحد النظر إلى هويته السعودية، وتفاصيل اختفائه التي تسوقها امرأة فارقها الجمال، وجمال الذي تدعي أنها خطيبته، فالمقربون لخاشقجي يعرفون أن زوجاته الأولى والثانية وحتى من فكر بخطبتهن سابقا كن على قدر من الجمال المترف. فالرجل بغض النظر عن اختلافنا معه إلا أننا نحسب له ذائقته الفذة في تلمس الجمال.

بالتأكيد لا أستطيع أن أتكهن بمكان الزميل السابق جمال خاشقجي، ولا حتى بحقيقة دخوله إلى القنصلية بملء إرادته، حسب ما تقول الخطيبة المدعية التي عندما طال اختفاؤه نشرت هي ومن خلفها باغتياله داخل القنصلية، في محاولة استفزازية لجر القنصلية السعودية لتكون شفافة بمنطق من تنقصهم الحصافة في بعض الأمور وتخبرهم أين هو؟!

لو كانت إسطنبول كطهران لتكررت المشاهد داخل السفارات، لكن إسطنبول ليست طهران. السفارات والقنصليات مكان لجوء لمواطنيها لا اغتيال.. الاغتيالات تتم في الشوارع والشقق المفروشة والفنادق، وأحيانا المطارات، والمرتزقة على قفا من يشيل.

ماذا لو كان خاشقجي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول فارا من خديجة فعلا، ليس لأنها غير جميلة، بل لأسباب أخرى. أحيانا من السهل أن نتكهن، ولكن من الصعب أن نكتب.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com