-A +A
عبير الفوزان
عشت بين بلدان تحتفل بأيامها الوطنية، وكبرت ونحن لا نحتفل باليوم الوطني في وطننا، بل لم نحتفل به إلاّ خارج حدوده في أضيق الحدود مع ممثليات الدول الأخرى.. هذه التناقضات التي مررت بها في حياتي وعايشتها جعلتني -منذ زمن- أتوقف عند مبررات عدم إظهار الحب أو الفرح تجاه الوطن في يومه، أو الفخر المتناهي بالوطن، أو الوقوف للسلام الوطني، أو ترديد نشيده الوطني صباحا.

كان تلك التبريرات بسبب تواطؤ خبيث بين فئات تسللت حتى مقاعد الدراسة كي تسلخنا من وطننا وهويتنا الحقيقية لنرتدي جلبابها باسم (الأمة)!


انتهت هذه الفئات بحزم وعزم في عهد الحزم والعزم وذهبت أدراج الرياح، ليكون الحب والاحتفال قويين هادرين غير مواربين، ومعهما تلاشت تلك المبررات المختلقة عن أضرار البهجة والاحتفالات، وحتى تلك الحوادث التي يفتعلها البعض عنوة ليؤكد على ضرر الحب والفخر حتى لو كان للوطن.

88 عاما مرت سريعة مليئة بالإنجازات والتنمية وحق لنا أن نزهو.. 88 عاما عمر وطن شامخ يقترب من قرن من الزمان يستحق الفخر بكل ذرة من ذرات رمله.. وكل قطرة من ماء بحاره، وبكل تضاريسه الجميلة وآثاره التاريخية، وتراثه العريق، وتاريخه المجيد وإنسانه المنجز، وثرواته الكامنة والظاهرة.

نفخر اليوم بالمملكة العربية السعودية رغم أنف من خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوننا بأن لا وطن، ولا انتماء إلاّ لأمة، وكأنهم كمن ينتزعك من حضن أسرتك ليلقي بك مع أطفال آخرين بين أسرة واحدة بديلة.

أحلام المخادعين تجاه الأوطان الغنية لاقتناصها قاربت على الأفول، وغيّب الخداع في غياهب النسيان إلى الأبد.. ليبقى الوطن هو الوطن.

* كاتبة سعودية