-A +A
أنمار مطاوع
اختصار الزمن ليس مهمة سهلة لأي دولة أو مجتمع أو قيادة.. وفي بعض الأحيان، تقف تلك المهمة على ضفاف المستحيل.. عندما تكون الأجواء العامة المحيطة بالدولة -بشكل عام- غير مساعدة أو ربما مُعيقة لتسريع حركة التطور والنماء.. واستدامتها.

من ينظر لواقع المملكة العربية السعودية -حكومة ومجتمعاً وشعباً- الآن، وينظر لها قبل أقل من خمس سنوات مضت.. لا يمكن له أن يتصور أن المساحات التي قطعتها الدولة في طريق التطور والنمو والازدهار المادي والفكري هي نتاج معادلات تراتبية لمعدل النمو السابق.


طاقات المملكة حكومة وشعباً كانت تسير على وتيرة واحدة. فمسيرتها عبر عقود.. صنعت ثقافة نمو مادي وثقافي يعطي تصوراً لما يكمن أن تكون عليه الدولة بعد عشر سنوات أو 20 سنة أو ربع قرن.

نقطة التحول للقيادة الجديدة؛ التي ارتكزت على مبدأ (الحزم والبناء)، قلبت كل موازين الزمن. وبالتالي، قلبت ثقافة معادلة مسيرة التطور المتوقعة.. بكل أدائها الروتيني والبيروقراطي الممل.

الأهداف الاستراتيجية والمبادرات والبرامج التي طُرحت على أرض الواقع.. خلال السنوات الثلاث الماضية.. دفعت مسيرة المجتمع والدولة قدُماً نحو الأمام بآلية مختلفة عما كانت عليه الوتيرة. هذه السنوات الثلاث -بالتوجه الفكري الجديد- استطاعت أن تختصر قرناً قادماً من الزمان. فما كان متوقعاً للوطن أن يصل إليه بنهاية القرن الواحد والعشرين؛ حسب الفكر الروتيني القديم، تم تحقيقه على أرض الواقع خلال الفترة الحالية. لتقفز التصورات والأفكار بوتيرة جديدة وفكر جديد وثقافة جديدة تُماهي أبعاد العالم الأول؛ لكنها ترتكز على الثقافة المحلية ومبادئ الدين الحنيف، وتصنع حضارة إسلامية جديدة بأيدٍ عربية سعودية.. تنافس الحضارة الإسلامية التي يفخر بها التاريخ كل يوم وساعة ولحظة.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com