-A +A
عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان
تثبت الحقائق يوماً بعد يوم تورط عميل جون كيري في منطقة الشرق الأوسط المباشر بمحاولة الإضرار بجميع مستويات الأمن الوطني محلياً ودولياً وإقليمياً عن طريق خلق شراكة قطرية يهودية. كيف تم ذلك؟ وما دور عميل جون كيري؟

استثمرت دولة قطر مئات الملايين من الدولارات في القوة الناعمة لزعزعة أمن المملكة، وتشويه سمعتها محلياً وإقليمياً ودولياً لمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة، واتهام المملكة بانتهاك حقوق الإنسان، ودعم قلب نظام الحكم في المملكة عن طريق الخونة.


ومن أهم استثماراتها في أدوات القوة الناعمة والأكثر تأثيراً التي استخدمتها قطر لضرب الأمن الوطني للمملكة إقليمياً ودولياً، شراء مراكز الأبحاث العالمية كمعهد بروكينغجز في واشنطن واختراقه عن طريق العميل. ويضم معهد بروكينغجز قسماً يسمى مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط والذي تأسس عام 2002 عن طريق رجل الأعمال اليهودي الأمريكي حاييم سابان، ويهتم بالتركيز على السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي (نشر الديموقراطية (الثورات) وحقوق الإنسان المشبوهة)، وهنا دخلت قطر في حلف مع اليهود لتغير العالم الإسلامي.

ويهدف المعهد إلى تشويه سمعة المملكة إقليمياً ودولياً وداخل المجتمع الأمريكي للضغط على الحكومة الأمريكية للوقوف ضد مصالح المملكة. وتعتبر الأكثر تأثيراً لأنها تستهدف التأثير على النخب وصناع القرار في أمريكا عن طريق التركيز على دراسات موجهة تفتقر للحيادية والموضوعية بعدم نشر كامل الصورة أو إخفاء معلومات جوهرية لإنتاج تقارير ودراسات مضللة لاستهداف المملكة.

وبهذه الدراسات والتقارير المضللة، التي أنتجت من معهد بروكينغجز، المدعومة بأموال قطرية وفكر يهودي تستطيع التأثير على رأي النخب في أمريكا والعالم وصناع القرار الأمريكي؛ لاتخاذ قرارات ضد مصالح المملكة، كإيقاف بيع الأسلحة، ومحاولة وضعها في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية، ومحاولة إيجاد شريك بديل لأمريكا غير المملكة.

ما دور عميل جون كيري في معهد بروكينغجز؟

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 6 سبتمبر 2014 أن قطر دفعت 15 مليون دولار (56 مليون ريال) لمعهد بروكينغجز لمدة أربع سنوات منذ 2013 لتمويل المعهد التابع لبروكينغجز في قطر، ومشروع حول علاقات أمريكا مع العالم الإسلامي الذي يشرف عليه مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط، وهنا الحلف القطري اليهودي للتلاعب بالدول الإسلامية.

وقد أشار معهد بروكينغجز أنهم يعقدون اجتماعات مجدولة مع الحكومة القطرية لمناقشة أعمال وميزانية المعهد، وهو ما يؤكد تنفيذ هذا المعهد للأجندة القطرية مدفوعة الثمن. والأهم من ذلك هو أن عميل جون كيري في المنطقة حمد بن جاسم المتعهد بتغير سياسة الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر هو أحد أعضاء المجلس الاستشاري لمعهد بروكينغجز، حسب ما ذكرت الصحيفة.

وتهدف قطر أيضاً من شراء هذه المراكز إلى تحسين صورة الإخوان المسلمين وصورة قطر وشراء ذمم الباحثين والتضييق عليهم في هذه المراكز بعدم انتقاد السياسة القطرية. وقد ذكر أحد الباحثين الزائرين وهو أستاذ بجامعة كوينزلاند الأسترالية أنه منذ افتتاح مركز بروكينغجز في قطر ودعمها له، أنه أصبح نظاما لديهم في المركز وأنه غير مسموح على الإطلاق انتقاد الحكومة القطرية. وذكر أن بيئة المركز كانت مقلقة للأكاديميين ولكن هذا الثمن الذي يتعين علينا دفعه.

كيف تضر قطر مستويات الأمن الوطني للمملكة؟

من أحد أهم الأمثلة على صناعة التقارير المفبركة التي تضر بمصالح المملكة هو نشر معهد بروكينغجز دراسة في مارس 2015 بعد سلسلة من حوادث إرهابية في فرنسا وليبيا وسيناء، وبعد أقل من شهر من بث داعش مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً في ليبيا.

كانت الدراسة بعنوان The ISIS Twitter Census Defining and describing the population of ISIS supporters on Twitter تهدف لتحديد أماكن المؤيدين لداعش في العالم عن طريق التغريدات التويترية. وذكرت الدراسة المشبوهة أن المملكة جاءت في المقدمة ثم مصر والعراق وسورية ثم أمريكا وبعدها الكويت.

وأثناء مقاطعة الدول الأربع دولة قطر بسبب سياستها الداعمة للإرهاب وزعزعة أمن المنطقة عرضت قناة الجزيرة هذه الدراسة بسؤال: «من أين يغرد مؤيدو تنظيم الدولة؟ في تغريدة تم نشرها على حساب قناة الجزيرة بمحتوى «دول خليجية في صدارة القائمة وقطر خارجها، شاهد من أين يغرد مؤيدو #تنظيم_الدولة؟». ووضعت المملكة في المقدمة.

هنا تدخل الأموال والسياسة القطرية والفكر اليهودي لمحاولة ربط أرض الحرمين المملكة العربية السعودية بتنظيم داعش، وهو ضرب مستوى الأمن الوطني المحلي للمملكة عن طريق التسويق للمجتمع الدولي بوجود بيئة خصبة داخل المجتمع السعودي حاضنة وداعمة للفكر الداعشي، وهو ما يحاول إثباته للمجتمع الدولي أن المملكة لا تطبق إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب التي وافقت عليها، ومحاولة ضرب جهود الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب.

وبعد المقاطعة الخليجية استمرت قطر باستهداف المستويين؛ الأمن الوطني السعودي الإقليمي والدولي عن طريق تركيز دراسات ومقالات وأبحاث المعهد عن التحالف العربي ودعم الشرعية في اليمن مستهدفاً محاولة التأثير على صناع القرار في أمريكا لإيقاف بيع الأسلحة للمملكة واتهامها بانتهاك حقوق الإنسان في اليمن وفي المملكة، ومنتقداً دعم أمريكا للمملكة في حربها على الإرهاب في اليمن. وهنا سوف يميل التفوق العسكري (القوة الصلبة) لو تم حظر بيع الأسلحة للمملكة في المنطقة لصالح إسرائيل وإيران.

تشير الحقائق إلى أن الحمدين تحالفوا مع اليهود عن طريق المراكز البحثية للتأثير على النخب وتوجيه الرأي العام الدولي وصناع القرار في أمريكا لضرب المستويات الثلاثة للأمن الوطني السعودي عن طريق صناعة التقارير المفبركة والمضللة.

في النهاية القرارات الملكية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين شكلت القوة الذكية السعودية بشكل سريع ومفاجئ، ما لخبط أوراق أعداء المملكة وأعادت الهيبة لها. وهنا لا أتحدث عن الأدوات كقطر وعميل جون كيري، لأنها مجرد أدوات يمكن تغييرها والتخلي عنها كما فعلت أمريكا بقطر بل الدول الكبرى. ونحتاج الآن التفكير بعمق لترتيب إستراتيجيات شاملة لمواجهة الحرب الناعمة التي تهدف لزعزعة أرض الحرمين الشريفين، لأننا مقبلون على حرب أكثر شراسة وبشكل مختلف.

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية

Dr_Almorjan@