-A +A
عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان
تعتبر شبكات التهديد الهجين معقدة التركيب؛ لأنها من الجرائم العابرة للقارات، وتتكون من عدة أطراف وأفراد ومنظمات ودول. فالمؤسس والممول والمنفذ والمساعد يكونون من دول ومنظمات دولية مختلفة، وتهدف لتدمير المجتمعات دون ترك أدلة واضحة تثبت تورطها.

ومن أهم إحدى هذه الشبكات شبكة الإخوان المسلمين، التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتغيير الأنظمة. وسأتحدث هنا عن مشاركة الأمين المساعد في التهديد الهجين على بلد الحرمين لزعزعته، الذي أصبح يهدد جميع مستويات الأمن الوطني محلياً وإقليمياً ودولياً، ما هو التهديد الهجين؟


• ما هي تهم الأمين المساعد؟

•• الإفساد في الأرض بالسعي المتكرر لزعزعة أمن المملكة والبحرين والإمارات والكويت، والتحريض على إقامة الثورات، والانضمام لتجمعات واتحادات ذات انتماءات محظورة، وكذلك تأليب الرأي العام وإثارة الفتنة.

• ما هو التهديد الهجين في هذه الجريمة؟

•• تجاوز الأمين المساعد مسألة الانتماء والنقد ووصل لمرحلة المساهمة في التدريب والتأليف والتأليب وجمع الشباب وتدريبهم خارج المملكة. وللتدليل على ذلك يقف ملتقى النهضة شاهدا على ذلك بجمع الشباب من الجنسين من عدة دول عربية وبالذات من المملكة، مستفيداً من جماهريته وموثوقيته لجذب بعض المراهقين وبعض من لديهم حقد أو رغبة في الانتقام، وتم بعد ذلك تسليمهم لأكاديمية التغيير في قطر تحت غطاء ملتقى النهضة بعد جمعهم في مقر واحد مغلق ولعدة أيام، وتم تدريبهم على الاندماج مع الإرهابيين والمتطرفين والمحرضين من عدة دول تحت غطاء الهوية الوطنية التي تم تشكيلها حسب أهدافهم وتوجهاتهم.

وتم غرس الكراهية فيهم لحكوماتهم عن طريق تضخيم الأخطاء ونشر الإحباط، وتدريبهم على المظاهرات في الأرض وكيفية تجنب أدوات مكافحة الشغب، وتدريبهم على إنتاج محتوى إلكتروني وآلية شن حملات إلكترونية وطرق التخفي في الإنترنت، وتعليمهم طرق الحصول على تدريب عن بعد من موقع أكاديمية التغيير.

ومن هنا تكون الشبكة اكتملت عن طريق تدريب مجموعة من الشباب من الجنسين على الحرب الناعمة وإدارة المظاهرات والحملات الإلكترونية التي تحدد من الإخوان والحكومة القطرية، وتدخل الجمعيات الدولية وبعض الدول للضغط على الدول لتغير سياساتها بسبب أنها مطالب مجتمعية كإطلاق الجماعات الإرهابية.

• هل يشهد اليوتيوب على أحد هذه الادعاءات؟

•• يشير أحد الفيديوهات في اليوتيوب الذي نشر في عام 2010 إلى تورط الأمين المساعد بشكل مباشر في جمع الشباب في ملتقى النهضة الذي يهدف إلى نشر الثورات وتغيير الأنظمة في الدول العربية بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، باستضافة مشاركين من هذه الدول تراوح أعمارهم بين 17-22 عاماً لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، وتكثيف الندوات وورش العمل المركزة لتحقيق الغرض عن طريق التدليس.

ويدين الفيديو الأمين المساعد بالآتي:

• تقديم 3 اقتراحات خطيرة:

اقترح الأمين المساعد في محاضرته 3 اقتراحات تعتبر نواة لتشكيل مجتمعات خطيرة داخل دول المشاركين، وهي كالآتي:

1. مؤتمر سنوي ينعقد كل سنة للنهضة والأولوية للمؤسسين والمسجلين.

2. وجود لقاءات إقليمية في كل بلد للشباب الذين شاركوا في المؤتمر للتداول في هموم النهضة في السعودية والبحرين وعمان والإمارات، ملاحظة: لم يذكر قطر، لماذا؟

3. وجود ندوات وحلقات نقاش مع المختصين تدار من أهل الخبرة والمفكرين والمختصين في قضايا معينة.

• تبنيه الملتقى واللقاءات السنوية ونشرها:

ويدين الفيديو تبني مؤسسة الإسلام اليوم بشكل مباشر هذه اللقاءات السنوية ودعوة المختصين ونشر اللقاءات وهذه المؤسسة تابعة له.

• تطبيق توصيات الأمين المساعد في الملتقى الثاني:

بعد الثورة في مصر وخلال الثورة في البحرين، عقد ملتقى النهضة الثاني في قطر عام 2011 بعنوان: «القوة الرافعة للأفكار»، وهو استكمال للمنتدى الأول. الأخطر في هذا المنتدى ونقطة التحول، هو أن ملتقى النهضة كان غطاء لبرامج وأنشطة أكاديمية التغيير المشبوهة والهادفة لتغيير الأنظمة.

وهنا تحققت التوصية الأولى والثالثة للأمين المساعد، وهي كالآتي:

• إقامة المنتدى بشكل سنوي.

• عقد ندوات وحلقات نقاش مع المختصين، التي طالب بأن تدار من أهل الخبرة والمفكرين والمختصين في قضايا معينة، وكان أهم المدعوين هو عزمي بشارة الذي ذكر في بداية محاضرته أنه كان مدعواً، وهو ما يؤكد تورط الأمين المساعد بدعوته في هذا الملتقى.

وكان عزمي بشارة يحاول تثبيت معلومات لزعزعة أمن الدول العربية في العقل اللا واعي للمشاركين، وخلق بطولات زائفة تحت غطاء ملتقى النهضة، وهي:

• وكلاء التغيير، وكيل تاريخي يحرك التغيير.

• بذور التغيير لمملكة قادمة.

• آلية التحكم بالتغيير من قبل الأشخاص وليس الدولة.

• التغلب على الهويات الفرعية في مقابل الهوية الوطنية.

• تنظيم الاتحادات وليس الأحزاب.

• الثورة وليس المساوامة.

الهدف هو تغيير الأنظمة في الدول العربية وبالذات في المملكة، حيث إنه كان يوهم الحضور أن 70% في المملكة غير قادرين على الكسب. وبعد ملتقى النهضة في قطر بشهرين انطلق حساب مجتهد 2011، وللمعلومية نسبة كبيرة من الذين تم القبض عليهم انطلقت حساباتهم خلال ذات العام 2011، وهو ما يشير إلى التنسيق فيما بينهم.

في النهاية هذه أحد أهم جرائم الأمين المساعد وهي تسليم شباب الأمة العربية وبالذات السعوديين إلى أكاديمية التغيير تحت غطاء ملتقى النهضة، حيث كان من المحاضرين وائل عادل، وجاسم سلطان عضو في أكاديمية التغيير. وبعد القبض على الأمين المساعد بدأت الحملات على المملكة. ما قام به الأمين المساعد استهداف مباشر لجميع مستويات الأمن الوطني للمملكة محلياً وإقليمياً ودولياً وهي جريمة لا تغتفر.

يشير الرصد الإلكتروني والتحليل الزمني أيضاً إلى أن من يدير حساب اعتقال قد يكون من ضمن المقبوض عليهم حسب الأنشطة التي رصدت حتى هذه اللحظة.

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية

Dr_Almorjan@