-A +A
عبير الفوزان
تتزاحم الأفكار أحيانا في رأسك، فتحاول الكتابة عن أكثر فكرة سيطرت عليك، فتبحث عن ما يحيط بها من ملابسات، وتتقصى عنها جيدا لتكوّن رأيا محددا وواضحا قبل أن تطرحها أمام الملأ.

كان بودي أن أكوّن رأيا حول تلك التغريدات المتأرجحة في «تويتر» والتي تقرأها ليلا ثم تختفي نهارا أو العكس، حسب فارق التوقيت، فهذا النوع من التغريدات يجب أن يكون له اسم محدد، مثل تحديد النوع في الأدب: قصة.. قصيدة.. رواية.. مسرحية.. إلخ، كذك تلك التغريدات التي يمحوها (ديليت)!


كان بودي أن أكتب عن رئيسات البلديات الجدد، وهل ستصبح المناطق التي يرأسنها مثل بيوتهن وأجمل، وهل ستكون المناطق أكثر أناقة وجمالا مع المرأة.؟

كان بودي أن أكتب عن أهالي البصرة الذين يرددون هذه الأيام أغنية «سمعوا هاي السالفة.. إحنا ود أغنى مدينة حالنا مايسر عدونا.. بالبصرة».

كان بودي أن أكتب عن الفتى الأسمر (أوباما)، والأشقر (ترمب)، وعن أولئك الذين أحبوا الأول وكرهوا الثاني. كان بودي أن أكتب عن بعض المثقفين وعن من تمسحوا بمسوح الدين ردحا من الزمن وهم يخوضون في وحل السياسة والخيانات.. كان بودي أن أكتب عن ظاهرة المعارض الصوتية التي تخبو مع الزمن فيتحول إلى مجرد كهل مرتزق بعد أن تختفي كل الأسرار والإستراتيجيات، ويبقى خالي الوفاض. كان بودي أن أكتب عن عمل المرأة ومعايير النجاح التي ليس من ضمن اشتراطاتها أن تكون بمعزل عن الجمهور أو نصفها الرجل.. كان بودي أن أكتب عن كل ذلك دفعة واحدة، لكن الأفكار عندما تتدافع تدفعنا لرفع الراية والاستسلام.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com