-A +A
حمود أبو طالب
ويليام، أمريكي موظف بدرجة جيدة، أنيق مرح يحب التعرف على الناس، كان يجلس بجانبي بينما كنت منهمكا بقراءة بعض الصحف ومتابعة تويتر، انتبه بالصدفة أن ما أقرأه ليس باللغة الإنجليزية، حياني واعتذر على تطفله غير المقصود، وبعد التعارف البروتوكولي قال لي أعتقد أنك كنت تقرأ باللغة العربية فمن أي البلاد العربية أنت، أجبته من السعودية، وسألته هل زرتها، قال أعرف عنها قليلا وبعض الدول العربية الأخرى، وبودي لو أزورها وغيرها لأني مغرم بالتعرف على ثقافات الشعوب وحضارات الأمم وتاريخها وآثارها، وقد خططت لزيارة أكثر من بلد عربي ذات مرة ولم يسعفني الوقت، لكن لا أظن أنني سأغامر الآن بالسفر إلى دولة عربية. هنا بدأ النقاش يأخذ مساراً مختلفاً، بعد أن سألته لماذا تعتبرها مغامرة إذا سافرت.

ببساطة ووضوح أجابني قائلا لا أعتقد أنه سيكون مرحباً بي كأمريكي، وربما أتعرض لمضايقات، ولماذا يا ويليام؟ قال بسبب السياسة وما تفعله بالشعوب، وأعرف أن السياسة الأمريكية جعلت كثيراً من بلدانكم العربية تمقتها، وأخشى أن ينسحب هذا التنميط على المواطن الأمريكي ويدفع ثمن سياسة بلاده دون ذنب له في ذلك. وبنبرة فيها كثير من الشفافية والصدق قال: أنا أتمنى أن أكون مواطن العالم (citizen of the world) وأتمنى أن يكون كل البشر كذلك، نتعرف على بعضنا وشعوبنا وحضاراتنا والجوانب الإنسانية فينا، دعونا نترك كل مشكلات وتعقيدات وخطايا وأوضار السياسة للسياسيين ولا نسقطها على علاقاتنا كبشر، يجب أن نتعرف على بعضنا البعض ونحب بعضنا البعض ونملأ العالم بعلاقات طيبة.


بعد أن ودعته وقبلت دعوته لزيارته في منزله، عدت إلى منزلي وأنا أفكر في فرضية المواطن العالمي.. يا له من حلم جميل يا ويليام أشاركك أمنيتك في أن يتحقق.

* كاتب سعودي