-A +A
حمود أبو طالب
جميل ما تفعله بعض الوزارات وخصوصا وزارة الإعلام باستضافة بعض الإعلاميين في موسم الحج، هو شكل من أشكال توظيف القوة الناعمة ليس لمدحنا بما ليس فينا، وإنما لنقل الحقائق كما هي وإنصاف ما تقدمه المملكة من جهود جبارة لخدمة ضيوف الرحمن، لا تريد من ورائها جزاء وشكورا من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى، ولكن في نفس الوقت لا تسمح بانتقاص هذه الجهود أو تشويهها من المأجورين الذين لا يتورعون حتى عن المتاجرة بما لها علاقة بالله ومقدساته.

وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة، هي الخشية من بعض الإعلاميين المستضافين أن يسيئوا لنا من حيث لا يقصدون بخطابهم الفج المشحون بالانفعالات والمبالغة الزائدة في المدح إلى درجة أن يظن المتربصون والكارهون لوطننا أن هؤلاء الإعلاميين تم تلقينهم مسبقا بمثل هذا الخطاب السطحي الذي لا يخدمنا ولا ينقل الحقيقة بأسلوب عقلاني مقنع.


لذلك أعجبني جداً وسرني جداً رد الأمير خالد الفيصل على أحد ضيوف المملكة من الإعلاميين، الذي استهلك الوقت وحاول أن يمسرح كلامه وتعابيره بشكل غير مستساغ ولا يليق بالمناسبة ولا براعيها الأمير اللبيب اللماح والمسؤول الكبير الفذ خالد الفيصل، الذي يعرف كيف تصل الرسالة التي يريدها بأسلوب لا يجيده سوى الكبار.

بعد أن أنهى ذلك الإعلامي مسرحيته قال له الأمير خالد الفيصل ببساطة وبشكل مباشر مختصر: نحن لا نطلب منكم ولا من غيركم سوى شيء واحد فقط، أن تسمحوا لنا بخدمتكم. ونحن نضم أصواتنا إلى صوت الأمير خالد ونقول لكل من تستضيفهم المملكة، اسمحوا لنا بخدمتكم وانقلوا الحقائق عندما تعودون إلى دياركم كما هي لأننا لا نريد منكم أن تمدحونا في ديارنا ونحن نستضيفكم، ولكن أنصفونا لا أكثر بما شاهدتم وعايشتم بعد عودتكم.

وهمسة أخيرة لوزارة الإعلام: أحسنوا اختيار من تستضيفون حتى لا يضرونا أكثر مما ينفعونا.