-A +A
أحمد عوض
كبداية لنتفق أننا أحرار في بلادنا، نطرح ما نرى أنه الحق والصواب ولا نُشكك في نوايا الناس..

ثُم أبدأ معكم الحديث عن ماذا أُريد!


أنا لا أُريد سوى أن أكتب ما أعتقد وما أُؤمن بِه وما أرى أنه صواب، أكتب عن الإيجابيات أكثر من الغرق في بحر السلبيات، دعم النجاح والناجحين سيقودهم ويقودنا إلى نجاح أكبر..

على المستوى الشخصيّ هل أحيا بلا أحلام؟ بلا طموحات؟ بلا رغبات وأمانٍ؟

بلا شك لا، ولديّ الكثير من الأشياء التي أحلم بها وأحتاجها، رُبما خذلت نفسي في بلوغ ما أُريد ورُبما خذلتني الظروف، لكنّ الأشياء الخاصّة في نظري ليست مكاناً لبناء رأيّ عام..

لماذا هذا المسلك؟

لأن الوطن مهما تصيّد البعض بعض النواقص بِه سيبقى في نظري كبيراً مُكتملاً مُعطاءً، ليلى خالد عندما قبض عليها البريطانيون في قضية خطف طائرة إسرائيلية كانت تلزم الصمت وكانت قوية جداً مع المُحققين، وفي لحظة انهارت بُكاءً عندما قدّموا لها الأكل ومعه بُرتقالة، سألها المُحقق لماذا البُكاء بسبب الأكل وأنتِ التي لم يُزعزعها التحقيق؟

قالت وبيدها البُرتقالة أتعلم ما هذه؟

قال بُرتقالة!

قالت هذا بُرتقال حيفا، لقد سرقوا بُرتقالنا وسرقنا طائراتهم..

لقد تجلّى حُب الوطن في حبّة بُرتقال فما بالكم يا أحبابي وأنا لديّ وطن فيه أطهر بقاع الأرض وأكثرها بركة، الأرض التي دعا لها سيّدنا إبراهيم بالأمن والرزق..

لدى الآخرين أوطان عاديّة جداً ومع ذلك هم يعشقون أوطانهم جداً ويُظهرون حُب أوطانهم بكل لحظة..

نحنُ هنا نزرع الحُب والسلام ونُعين بعضنا البعض على الارتقاء بالوطن، رُبما هذا الطريق شاق في ظِل وجود فكرة شعبويّة تمنح صاحبها فُرصة الظهور والتسلّق على حساب حاجات الناس، لكنها فكرة قبيحة، تزرع الكُره والحسد، ادفع الناجح ليُكمل مسيرة نجاحه هذا أفضل ما يُمكن أن يُقدمه كاتب لمجتمعه..

قصّة أن الكاتب ليست مُهمته إبراز النجاح بل مُهمته إظهار السوء الخفي هذه قصّة فاشلة جداً، الكاتب يجب أن يكون أكبر من قصص الركض خلف فشل مدير بلدية في وضع مطب صناعي.

* كاتب سعودي