-A +A
خالد السليمان
أثناء دخول مواقف أحد المجمعات التجارية في مدينة الرياض قبل بضعة أشهر، لاحظت أن السيارة التي تسير أمامي تحمل لوحة أرقام قطرية، وعندما دخلت أحد المطاعم داخل المجمع وجدت أربعة شبان يرتدون الثياب القطرية يطلبون طعامهم بينما تلقوا التحية من كل سعودي مر بهم!

شعرت يومها بسعادة غامرة لأن مواطنين قطريين يتواجدون في الرياض ويلقون هذه المعاملة الكريمة من المواطنين السعوديين ليشعروهم بالترحاب، واليوم أقرأ خبر وصول الحجاج القطريين عبر الكويت، ليتم استقبالهم في المطار بكل حفاوة وإيصالهم إلى مقر إقامتهم المخصص والمجهز بكل وسائل الراحة ضيوفا أعزاء رغم أنف حكومة بلادهم التي سعت لسد جميع منافذ الحج والعمرة أمام الشعب القطري بحجة عدم وجود نقل مباشر، وكأن السفر على الخطوط القطرية من شروط كمال الإحرام!


وجود القطريين في المدن السعودية، ووصول حجاجهم يدل على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين ومتانة الروابط الاجتماعية بين شعبين تجمعهما الجذور والعادات والتقاليد، وهو ما يؤكد أن كل ما أفرزته هذه الأزمة سيزول بمجرد زوال أسبابها واستعادة قطر من غربة العجم والترك والروم لتكون في حاضنتها الطبيعية!

أما ما أزعجني فهو طلب الحجاج القطريين من وسائل الإعلام عدم إظهار وجوههم أو الكشف عن هوياتهم خشية التعرض للمضايقات والمساءلة والعقوبات عند عودتهم إلى بلادهم، وهو أمر بالفعل مزعج أن تكون زيارة بيت الله الحرام من موجبات المساءلة والعقوبة!.