-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
يا سلام سلم يا ناس يا هو هناك بشر شطار «همبكة» وأساتذة في الطبال سواء على الطبلة أو على الدف، المهم كل واحد فيهم شغال يزف، طبعا ليس كل إنسان يجيد مسك الطبلة والضرب عليها، فهذا فن لا يُحَسِّنه إلا المطبلون الأفذاذ، بهات يا مدح عَمّال على بَطّال، فقط كلمة من رئيس القطاع أو الشركة أو رئيس المؤسسة والمفاهيم تتشقلب، الكويس يصبح غثا، والسمج يمسي جميلا وعذبا، لا وبعدين وبكل بساطة «وسلاسة» وتلقائية يتسابقون، ومن هو الأشطر فيهم الذي ينطق لا فُض فوه، ولا عاش من يشنوه، فينبري «زي المرسمة» في البراية، ويقول والله فكرة عظيمة طال عمرك عبقري، طبعا ما شاء الله عليك طالع لنفسك.

ولكن هذا الرئيس البئيس لماذا لا يتلذذ بأفانين المدح؟ خصوصا أنه في بيته ما يحلم ولو «ندرت» عينه أن يسمع ولو كلمة «صغنتوتة» من هذا المدح، لأنه مكشوف وعلى مين «يا قمر الدين» ولكن ليش ما ينبسط ويفرد ريشه، يعني هو أول واحد في التاريخ يمدح على سوء عمله، لا ورب الكعبة إنهم يا أخا العرب كثر ويتكبكبون على المدح، كما الذباب على قصعة العسل، على الأقل الذباب عنده نظر اجتمع على عسل. وطبعا إضافة إلى تلذذ الرئيس بذلك الطبل الذي لا يصدر، إلا من طبل أيضا، فهو يسير بكل غرور وزهو كما الطاووس على أنغام المطبلين، وعلى موال المراجعين المغلوبين على أمرهم وهو موال من مقام الصبا الحزين، هذا عن الفئات الإدارية الذين هم أصلا «الله بالخير» أما البلية وشر البلية ما يبكي ويضحك في آن واحد، أنه قد بليت الكثير من دول العالم، خصوصا، ما يسمى بالثاني والحقيقة أن الثاني بعيد عنهم بعد الثرى عن الثريا، لقد ابتليت تلك الأمم ببعض الطغاة، الذين لم يكتفوا بالتطبيل العشوائي، بل أضافوا إليه أن يكون من مقام مختلف ويكون فرايحي يشرح قلبه ويغم قلوب الملايين، وأن يكون منوتا، فكل رئيس يجب أن تكون له نغمة خاصة، وأيضاً زادوا بعض الأبازير «يا قلب العنا» كالصياح والتصفيق، وطاق طيق حتى تكون الزفّة الكذابة، مختلفة من الياء إلى الألف، وعكسناها حتى تتماهى مع بعض الأمخاخ اللي مشي حالك، ونحمد الله أنه وفِي هذا النفق المظلم، تظل هناك إضاءات من قيادات تعطي الأمل وتبعث التفاؤل، والتي شهد لها العالم وعلى رأسها الملك سلمان حفظه الله ومن مضى من إخوانه حكيمي الرأي والرؤية، ولا أنسى ولي العهد الذي حطم الأرقام تحطيما، فالوقت عنده إذا لم تقطعه قطعك، وقد أثبتوا للعالم أن التطبيل ما يأكّل عيش وليس كل إذن ترتاح له.