-A +A
محمد أحمد الحساني
يقول صديق حضَّر دراساته العليا في أمريكا في مجال الإعلام إنه على الرغم من أن طوله يبلغ 170 سنتيمترا إلا أنه عندما كان يريد شراء ملابس جديدة من قمصان وبناطيل وغيرها فإنه يدخل إلى القسم المخصص للفتيان فيجد ضالته فيه، لأنه لو دخل قسم الرجال أو الشباب اليافعين فإن أصغر مقاس فيه يكون أكبر من حجم جسمه مع أن وزنه كان لا يقل عن 80 كيلو غراما.

وأرجع السبب إلى أن الأجيال الجديدة من الأمريكان غالباً ما تتسم ببسطة في الجسم، وهذا لا يعني عدم وجود قصار قامة ولكن الغالبية طوال القامة حتى أن الفتى الذي يكون عمره 15 عاماً قد يصل طوله «بالراحة» لمائة وثمانين سم وإذا مشى في الشارع فكأنه ذلول صحراوي!


تذكرت ما قاله ذلك الصديق وأنا أقرأ في الآونة الأخيرة خبراً صحفياً عن تحذير صحي للأسر السعودية من مراجعة العيادات المتخصصة في النمو الجسماني التي تصرف للفتيان القصار هرمونات تصل تكاليفها الإجمالية إلى ما يزيد على 20 ألف ريال للحالة الواحدة إضافة إلى 15 ألف ريال للمتابعة، وذلك لوجود أضرار بعيدة المدى على صحة المعالجين هرمونياً مع عدم وجود فوائد ثابتة لعملية المعالجة.

وجاء في الخبر أن مراكز العلاج بالهرمون تعتمد المقاييس الأمريكية في قياس أطوال المراجعين لها مع أنها مقاييس خاصة بالمجتمع الأمريكي الذي يتمتع أفراده -كما أسلفنا- بقامات طويلة.

ولو نظرنا إلى شعوب أخرى مجاورة لنا لوجدنا أن قامات أبنائنا أطول من قامات أبنائهم لأن المسألة ترتبط بالغذاء ونوعه وكمياته وبوسائل الحياة الأخرى وكذلك الأمر بالنسبة لمتوسط طول عمر الإنسان، حيث إن متوسطه في بعض دول أفريقيا لا يزيد على 40 عاماً بينما يزيد في معظم الدول العربية على 60 عاماً وفي اليابان وأوروبا على 70 عاماً.

وعندما تنازل منتخباتنا المنتخبات الأوروبية في المناسبات العالمية تلاحظ الفرق في الأطوال والبنى الجسدية، ولذلك تجد اللاعب العربي ينكسر ضلعه كأنه بلاستيك خفيف عندما يتكئ عليه أحد الرواميس لتبدأ حفلات النحيب على اللاعب النجيب، فاتركوا المقاييس الأمريكية لأهلها واجعلوا لنا مقياساً كما لهم مقياس!

* كاتب سعودي