-A +A
عبدالله عمر خياط
.. هل أناجي أو أنادي أخي الأديب الكبير الأستاذ عبدالمقصود خوجة، الذي غيبته معاناته الصحية عن الساحة الأدبية التي أضاءها على مدى 30 عاماً أو تزيد بنشاط «الإثنينية» التي كانت شعلة ضوء وهاج في سماء الأدب ببلادنا ؟

لقد كرمت ندوة «الإثنينية» وأبرزت معظم الذين نهضوا بالأدب في بلادنا، بل حتى من كان ممن أدركتهم حرفة الأدب ويتطلعون لمن يقول لهم: هلا ومرحبا.


لم يكرم عبد المقصود خوجة رجالات وشعراء المملكة فحسب، بل شمل احتفاؤه المبرزين من العلماء والمسؤولين ورجال الأدب والفكر والصحافة ومن له إسهام في المجالات الشعبية.

عرفته منذ أكثر من نصف قرن، وكان حينها سكرتيرا لمعالي الشيخ عبد الله عمر بلخير مدير عام الإذاعة والصحافة والنشر الذي كان بمرتبة وزير، وفي الرياض حيث كان يقيم الأستاذ عبد المقصود جعل منزله في المساء من كل يوم مهوى كرام الناس الذين يعشقون السهرات التي لا فيها غيبة ولا نميمة وإنما هي شجون وشؤون الهموم الاجتماعية.

وعندما انتقل إلى جدة حول مجلس داره الذي سكنه أولاً، ثم صوالين قصره العامر والذي بناه بمواصفات تستوعب جميع الأنشطة وبأكبر الأعداد وحوله إلى منتدى أدبي حفل بتكريم كل ذي شأن من العلماء وصاحب فكر والمسؤولين ومغردي الشعر وكل من يسترق السمع.

وليس هذا فحسب وإنما أضاف إلى ذلك أعمالا تستنزف من المال الذي منَّ الله به عليه الكثير لطباعة نتاج «الإثنينية» من الآثار الأدبية والفكرية والعلمية والشعرية.

وقد حفظ بذلك ذكريات عزيزة ونادرة لشخصيات أمثال: محمد حسين زيدان، أبو تراب الظاهري، عبدالعزيز الرفاعي، عزيز ضياء، هاشم زواوي، حسن قرشي، حسين عرب، محمد مهدي الجواهري، عمر أبو ريشة، إسماعيل أبو داود، وعشرات سواهم. ثم طبع هذه الذكريات في مجلدات تزيد على 80 مجلداً طباعة أنيقة وفاخرة، وقد حفلت هذه المجلدات بمعلومات وقصائد كثيرة جميلة وممتعة، كانت ستضيع ويذهب جزء مهم من التاريخ الاجتماعي والأدبي لهذه المملكة، شفاه الله.

وفوق هذا وثق الكثير من الأعمال التي لم يملك أصحابها القدرة المالية على طباعتها وحتى من كانت عنده قدرة مالية ولكنه لم يملك الشجاعة لإصدارها في كتاب.

والأجمل بالإضافة إلى كل ذلك مساعيه بالإصلاح بين المتخاصمين أو المختلفين الذين سدد إليهم الشيطان سهام الخصومة والعداوة.

السطر الأخير:

قال الحطيئة:

أقلـوا عليهـم لا أبــا لأبيـكـم

من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

* كاتب سعودي