-A +A
عبده خال
منذ الانقلاب على شاه إيران والمنطقة فوق صفيح ساخن، ولم تكن الحرب العراقية الإيرانية إلا حاجزا قبل انطلاق الخميني في تصدير الثورة، وكان المفصل الحقيقي لانفجار المنطقة استيلاء صدام على الكويت، ومنذ ذلك الزمن وانفجار القنبلة يتشظى..

ومع وجود التحالف العالمي ضد صدام، توقفت إيران عن تصدير الثورة عسكريا واتجهت إلى خلق أذرعة تحقق من خلالها أهدافها السياسية والإرهابية، ومع انتهاء الثورات العربية كانت إيران متواجدة في 4 دول عربية، مستفيدة من تشابك الظروف السياسية وتأجيل أمريكا المواجهة المباشرة معها.. يعلم الجميع أن محصلة اشتعال المنطقة بالحروب استنزاف دول المنطقة ماليا وعتادا وأفرادا، بينما كانت إيران تحصد كل النجاحات في إبقاء توجهها الثوري على أهبة الاستعداد لأي مواجهة سواء كانت غربية أو عربية، وقد وجدت إيران في الحوثيين ذراعا متقدمة لفرض سياسة مواجهة بعيدا عن حدودها، ومع إغلاق البحر الأحمر ملاحيا يكون لها شأن في فرض شروط وإن كانت هينة..


الآن وقد استوت المنطقة للمواجهة خاصة عندما أظهر ترمب عزمه على محاربة إيران، ومع ذلك العزم تغيرت الظروف المواتية لشن حرب وإعادة إشعال القنابل المتواجدة منذ سقوط الشاه.. خاصة مع دخول روسيا كمساند حقيقي لبشار الأسد، وفي أرض سورية غدت روسيا حليفة لإيران وإن لم تكن هناك اتفاقيات.. ولأن هناك حربا باردة بين أمريكا والصين فربما تتدخل الصين كمساند لإيران لو انفجرت المنطقة وعزمت أمريكا على ضرب إيران.

المشهد المسرحي الحربي متوقف حتى يرى كل طرف حظوظ الانتصار قبل أن تكون مغامرة ليست محسوبة العواقب.

وفي كل هذا وميزان الخيارات يميل إلى التريث، وأعتقد أن في هذا التريث سوف يكون الموقف استئساد إيران إن لم تواجه حربا مع أمريكا وإذا مالت الخيارات على حرب إيران سوف تكون حربا ضروسا تعيد تشكيل المنطقة من جديد.