-A +A
عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان
كان 10/‏‏10 يوماً تاريخياً في السعودية. الحدث المهم ليس قيادة المرأة فهذا عادي ولا يرقى لأن يكون تاريخياً. ولكن ما الحدث التاريخي في هذا الأمر؟

أعلنت وزارة الداخلية حدثاً مهماً في اللقاء الصحفي المتعلق بقيادة المرأة بتاريخ 10/‏‏10 وهو استخدام البصمة للتعريف بالنساء. فماذا يعني ذلك؟


اكتمال أهم متطلبات قيادة المرأة وهو نظام البصمة. ويسمح النظام لرجل الأمن التأكد والتعرف على النساء من خلال بصمة الأصبع أو اليد. ويتأكد من مطابقة البصمة المقروءة مع المخزنة في قاعدة البيانات في نظام أبشر ليسترجع ويعرض البيانات الشخصية لصاحبة البصمة كرقم البطاقة والاسم ويسترجع أيضاً بيانات رخصة قيادة المرأة وصلاحيتها.

معنى ذلك أن نظام البصمة وضع خياراً آخر لرجل الأمن للتأكد من هوية النساء في السعودية. وأصبح لدى رجل الأمن خياران للتأكد من هوية المرأة التي تحمل رخصة قيادة طبقاً للتالي:

1- التعرف اليدوي على هوية المرأة وهي الطريقة التقليدية المتبعة في المملكة عن طريق طلب الرخصة من المرأة ومطابقتها مع صورتها الموجودة في رخصة القيادة الخاصة بها والطريقة تتناسب مع المرأة المحجبة التي تكشف وجهها.

2- التعرف الآلي «استخدام نظام البصمة» عن مسح بصمة الأصبع ومطابقة المعلومات آلياً مع المعلومات المتواجدة في قاعدة بيانات وزارة الداخلية بالرياض دون اللجوء لطلب رخصة القيادة لمطابقة صورتها الموجودة في رخصة قيادتها. وهنا يتم الحفاظ على خصوصية السيدات المنقبات وهو عدم اللجوء للكشف عن الوجه.

الخصوصية والثغرات

يساهم نظام البصمة في الحفاظ على خصوصية المرأة وفي ذات الوقت التأكد من عدم استحداث ثغرات أمنية يمكن استغلالها. قيادة المرأة كانت ستخلق تحديات أمنية لغياب آلية تستطيع تحقيق رغبة واحتياج المرأة للقيادة وفي ذات الوقت التأكد من عدم استغلال ثغرة خصوصية المرأة السعودية من قبل الجماعات الإرهابية والمطلوبين بعد أن كشفت وزارة الداخلية عن استخدام بعض الإرهابيين الزي النسائي للتخفي أثناء مرورهم من نقاط التفتيش في الطرق السريعة. لذلك نظام البصمة سيحقق الآتي:

• التحقق والتعرف على شخصية المرأة المنقبة دون الكشف عن وجهها ودون طلب رخصة قيادتها.

• حل إشكالية خصوصية المرأة في توظيف نساء في نقاط التفتيش المنتشرة في الطرق السريعة.

• كشف حالات التخفي بالزي النسائي وعدم استغلال خصوصية المرأة في محاولة تجاوز نقاط التفتيش.

• كشف عملية انتحال الشخصية من بعض النساء عن طريق قيادة المركبة باستخدام رخصة قيادة لامرأة أخرى.

• التحقق بتحديد فئة معينة واختصارها على النساء حتى يتم التأكد الآلي من البيانات المطلوبة بشكل سريع. إذ إن البحث في قواعد البيانات الضخمة لوزارة الداخلية يأخذ وقتاً أطول إذا لم يتم تحديد فئة معينة.

• تجنب استغلال السلطة من بعض ضعف النفوس بكشف وجه المنقبات.

• تجنب استغلال بعض ضعياف النفوس من النساء بتوجيه اتهام لرجل الأمن من تهم التحرش خصوصاً للسيدات المتورطات في قضايا أو المشتبه بهن.

رفع الجودة

القرار التاريخي هو حكمة وقدرة الحكومة السعودية على خلق منظومة متكاملة لقيادة المرأة تهدف للحفاظ على خصوصية المرأة السعودية وفقاً للكتاب والسنة عن طريق الآتي:

• تحقيق متطلبات الأمن حتى لا تستغل من المجرمين والإرهابيين للحفاظ على أمن المملكة، بل رفعت مستوى جودة الأمن باستخدام التقنية.

• تحقيق رغبات ومتطلبات النساء في القيادة.

• استحداث وتطبيق نظام مكافحة التحرش.

• استحداث وتدريب محققات لإدارة الحوادث.

وبذلك وازنت الحكومة السعودية بين المتطلبات الأمنية العالية في المملكة وحققت رغبة النساء وحافظت على خصوصية المرأة في المملكة. هل توجد دولة في العالم استطاعت أن تخلق منظومة متكاملة لتتناسب مع احتياجات ومتطلبات خصوصية النساء لديهم؟ وتظل المرأة السعودية الأغلى في مجتمعها.

وإحقاقاً للحق فقد لعبت وزارة الداخلية دوراً جوهرياً ومحورياً في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، وتسخير التقنية لحفظ خصوصية المرأة السعودية.

وتحتاج الداخلية الاستمرار لرفع مستوى جودة الأمن في المملكة لتتوافق مع برنامج جودة الحياة للمساهمة في الحد من الجريمة عن طريق الآتي:

• تفعيل دور الدوريات الأمنية الذكية؛ لتقوم بأدوار متعددة حتى تساعد رجل الأمن باتخاذ القرار السليم قبل إيقاف المركبة.

• تحويل نقاط التفتيش التقليدية إلى ذكية توفر الكثير من الميزانية التشغيلية السنوية على الدولة.

• توثيق الصوتي والمرئي للرجوع إليها في ادعاءات المضايقة والتحرش واستغلال السلطة.

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية