-A +A
عبير الفوزان
كما هو معروف الاحتلال شكل من أشكال الاستعمار، ودولة فلسطين بدأ احتلالها منذ عام 1948 من قبل دولة إسرائيل، ثم تنامى الاحتلال فيها عام 1967.. ليصل إلى الجولان السورية، وسيناء وقناة السويس، وبحرب ومعاهدة عادت الأراضي المصرية.

لكن أن يحدث احتلال شبيه بذلك وبمعاونة وبتسهيل من العرب، إنه لعمري الكارثة العظمى.


عندما يقتل شقيقك ابنك متعمدا، أو عدوك من يقتله لا ينفي أن القتل الأول يشبه الثاني، لا فرق بينهما.. كذلك الاحتلال الإيراني لا فرق بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي، من حيث اختلاف اللغة والعرق، ومحاولة تطبيق طائفة بعينها.. إن محاولات الاحتلال الإيراني للدول العربية الأربع اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان اتبع فيها العقل الفارسي إستراتيجيات عدة ومختلفة، فكل دولة تختلف عن الأخرى، أو بالأصح تكمل الرقعة بالنسبة للأحلام التوسعية الإيرانية. فبينما يتم دعم المليشيات في اليمن للانقلاب على الحكومة الشرعية، يتم في سوريا محاولة تثبيت رئيس جمهورية أمام ثورة شعب لكسب ولاء سياسي دون النظر للأضرار والدمار الذي لحق بالعباد. وفي لبنان يضخ دعم مادي وعسكري لحزب الله يصل إلى ميزانية قطاع عسكري ليكون هو الحاكم الآمر الناهي في دولته، وبذلك يحصل الاحتلال على ولاء عسكري قوي.. إنها الغاية التي تبرر الوسيلة، فمع كل دولة عربية هناك إستراتيجية لاحتلالها والاستفادة منها، ولا ننسى محاولة طرح فكرة تدويل الحرمين للوصول إلى الولاء الديني.. إنها خطة احتلال محكمة لم تكن وليدة صدفة، أو وليدة أحداث مفاجئة ألمت بالشرق الأوسط وحاولت جمهورية إيران أن تجد لها دورا فيها، بل هي من قامت بكل فعل يديم مطال الحروب والقلاقل في المنطقة.

فقط.. احفظوا للتاريخ أن المملكة العربية السعودية وقفت بدعمها وممثليها مثل شوكة في حلق الاحتلال الإيراني للأراضي العربية، كي لا تتكرر قضية فلسطين مع دول عربية أخرى.

كما لا زالت المملكة تقدم الدعم لفلسطين في المجالات الإغاثية والإنسانية والتنموية منذ عهد المؤسس رحمه الله حتى يومنا هذا.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com