-A +A
خالد السليمان
بعض جهود «تفطير الصائمين» في مساجد الأحياء السكنية هي أقرب إلى الهدر منها إلى إطعام الفقراء والمحتاجين، فمعظم مرتاديها في غنى عنها وهم من عمالة منازل الأحياء وباعة المحلات التجارية فيها!

وبالتالي ربما كان من الأفضل أن يهب أهل الخير عطاءهم للجمعيات الخيرية المتخصصة لتقوم بإيصالها إلى الأسر المحتاجة فعلا، فيستفيد منها مستحقوها بدلا من أن تكون مجرد موائد مهدرة في ساحات مساجد أحياء سكنية يطعم أرباب عمل منازلها مكفوليهم، فالأصل في الصدقة أن تكون لمستحقيها!


وفي السنوات الماضية عندما كنت أقود سيارتي قبيل غروب الشمس لتناول الإفطار في منزل والدي، كان كثير من الأشخاص الذين يوزعون الوجبات عند إشارات مرور الطرق يلحون علينا لقبول صناديق وعلب وجبات الإفطار، كسبا للأجر وربما أيضا للتخلص من الكميات التي عليهم توزيعها قبل أن يؤذن المؤذن، لكننا في الغالب لم نكن نستفيد شيئا منها وكانت تنتهي إلى غير مستحقيها الحقيقيين!

لذا ربما كان من الأفضل أن يعيد المحسنون سياسة عطائهم في كسب أجر «تفطير الصائم»، فيتم توجيه العطاء للجمعيات الخيرية المتخصصة ودعم جهودها للوصول إلى من هم بحاجة ماسة للإطعام أو المساعدة، أو على الأقل التوجه للأماكن التي يتركز فيها المحتاجون الحقيقيون ليصل عطاؤهم إلى مستحقيه، فبذل الجهد في التعرف على هؤلاء المستحقين والوصول إليهم ربما كان أعظم أجرا من مد الموائد لسائقي الجيران!