-A +A
أحمد الشمراني
• قريتي التي تسكنني بعد أن كنت أسكنها زرتها في تالي ليل ماطر دون أن أعرف من غزارة المطر اتجاه خط السير الذي يؤدي إلى المكان الذي كنت أنوي أزوره، إلا أن قلب المحب دليله.

• قريتي بكل ما للكلمة من معنى هادئة ليس لها علاقة بالضوضاء، تهوى الهدوء، وعقدت مع الطيبة علاقة من عهد الأجداد وحافظ عليها الأحفاد، لأن إرثها وصية وموروثها عهد لا تنقضه الأجيال.


• هي البدايات، هي كل شيء، هي الأب والأم والجيرة الطيبة، هي تاريخ اسمه «المبنى».

• هي تلك المدرسة الموشومة «نمرة بالمبنى»، هي الأستاذ أحمد شيبه الذي أسس فينا معنى أن تكون طالبا لا يرضى بما دون النجوم.

• قريتي ليست نمرة التي أحبها، ولا غارضا التي أعشقها، ولا البارك التي لي فيها أحباب، هي «المبنى»، نعم اسمها كذلك، فيها أهلي وربعي وناسي وأصدقائي، زرتها ووقفت على بيت لنا كان يومها «قصرا» فبكيت دون أعرف هل هي دمعة «مفارق» أم دمعة ابن تذكر أباه وعمه، هي مجموعة آهات في دمعة سالت دون أن تستأذنني.

• في العاصوف المسلسل مقدمة للتتر بصوت راشد الماجد ذكرتني بتلك القرية وبيوتها وأماكنها التي هي في ذاكرتي أكبر من أن يزيلها مجتمع أنتمي له، أقصد «مجتمع المدينة»، وإن كانت جدة سرقت بعضا مني لأن فيها ومنها تعلمت أن الشهرة وبريقها وجمالها لا تغير إلا «الفارغين».

• قريتي الحبيبة قد أكون في مدينة البحر جدة مشهورا إلى حد ما لكن كل ما أزورك وأقف على أطلال «قصرنا الذي كان» أنسى كل شيء وأسترجع الماضي وأقول «الأماكن كلها مشتاقة لك»، والإشارة هنا تظل رمزية جمعت بين التاريخ والجغرافيا، وبقية العبارات اختصرتها في صورة قلت لها ومعها «آه يا أمبنى»، وربما يمر على هذه الذكريات بعضاً ممن نسوني ولم أنسهم.

• صديقي وأخي وحبيبي «عبدالله عطية العرياني»، من خلاله أعرف «أمبنى» وأخبارها، وعبره أجد كثيرا من ود الماضي وأخوة الحاضر، لا يمر يوماً إلا ويمطرني بوفائه، وإن غبت يوما عن مراسلته أو يومين يقلق، وهكذا أنا معه.

• «أمبنى» أقصد قرية المبنى وفيّ لها عبدالله أكثر مني، لا يفارقها إلا في الضرورة القصوى مع أنني ربما أعشقها أكثر منه، لكنها تثق فيه أكثر مني وهذه مشكلتي مع «أمبنى».

• ومضة:

ماني سبيل شعور.. للي يمرون

إحساسي الغالي له إنسان غالي