-A +A
عبدالله عمر خياط
.. رمضان شهر الخير، وهو شهر القرب إلى الله بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والدعاء، وأنواع العبادات مثل تعجيل الفطور وتأخير السحور، والصيام عن الغيبة والنميمة وإيذاء الناس بالقول أو الفعل. وهو شهر زكاة الفطر، وشهر الإفراج عن المساجين بسداد ما عليهم، كما أنه شهر السخاء بالموائد الرمضانية التي يُحضرها الموسرون للضيوف من كل شرائح المجتمع.

والمشكلة التي أريد الحديث عنها هي ضياع أوقات رمضان في الليل أمام الشاشات ومتابعة المسلسلات التلفزيونية، وفوق ضياع الساعات فهو خروج عن السلوك السوي، لأن كثيراً من هذه المسلسلات لا تراعي حرمة الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه حسنات الأعمال إلى 70 ضعفاً.


وهي مشكلة أيضاً لأن السهر على هذه المسلسلات التي تقدمها مختلف القنوات العربية لا يدع للمشاهدين وقتا لقراءة القرآن ولا يحفظ المشاهدين من مناظر تؤثر على وجدان الناظر إليها فتحرمه الخشوع في الصلاة.

وكل أب وكل أم عليهم متابعة أبنائهم وبناتهم والحذر من المسلسلات التي تعطي قدوة سيئة لهم.

ولا أدري هل تتدخل وزارة الثقافة والإعلام فتفرض على هذه القنوات انضباطاً في مسلسلاتها أم تترك الحبل عن الغارب لأنه ليس بيدها شيء في هذا العصر الذي انفلت فيه الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بما يعجز الراتق عن رتقه؟

وقد أحسنت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في بيانها للناس، إذ أوصت الأمانة عموم المسلمين باستقبال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك بتقوى الله عز وجل، والتعاون على البر والتقوى، والحذر من كل ما حرم الله، فإن هذا الشهر الكريم شهر عظيم تتضاعف فيه الأعمال الصالحات، وتغفر فيه الخطايا والسيئات؛ لمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين». وقوله عليه الصلاة والسلام: يقول الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك».

السطر الأخير:

تمضي الليالي ولا يدرون عدتها

ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرم

aokhayat@yahoo.com