-A +A
علي محمد الرابغي
كان المشهد مساء يوم السبت الماضى مشهدا رائعا بكل معاني الكلمة.. لقد ازدان ملعب الجوهرة وغص بالجماهير الغفيرة التي جاءت لتكون شاهدة على ختام موسم الكرة.. ولتشهد دعم العميد وتشجيعه من أجل أن يفوز بالكأس.

سلمان كان نجم البطولة:


حقيقة أضفى مقْدم المليك المفدى على ملعب الجوهرة إضافة تاريخية تتكرر في كل عام مرة واحدة.. كان أبو الشعب وحبيبه في منتهى الابتهاج والتواضع وهو يشهد آلاف الجماهير في موكب شعبي عفوي في كل لحظة وفي كل لمحة إشارات بليغة عن مدى حب الشعب لهذا الملك الغالي.. وترابط وثيق بين الحاكم وشعبه.

الاتحاد يمارس عشقه للفوز بالكؤوس:

كانت مباراة الاتحاد والفيصلي من أمتع مباريات الكؤوس.. لقد حفلت بالعروض الجيدة.. وكانت فرصة استعراضية كشفت عن قدرات المدربين لفريقي الاتحاد والفيصلى.. ولقد بكر الاتحاد في إصابة المرمى بهدفه الأول الرائع لنجمه عبدالرحمن الغامدي.. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها في الوقت القاتل جاء هدف التعادل عن طريق سعيد الربيعي ليفرض 30 دقيقة إضافية على شوطين.. وبدأت المباراة في أشواطها الإضافية.. وأنكر جمهور الاتحاد والنقاد على مدربهم لويس سييرا الذي جازف بإخراج مهاجميه عكايشي وكهربا والغامدي.. ولكن أحداث المباراة برهنت على صدق نظرية المدرب ودهائه.. فكانت المفاجأة هدفين أضافهما ربيع سفياني وعبدالعزيز العرياني مكنا الاتحاد ونجومه وجمهوره (اللاعب الأساسي للمباراة) من الفوز الثمين.. وشرف نجوم الاتحاد وإدارته بالوقوف على المنصة الملكية والسلام على خادم الحرمين الشريفين.. الذي أضفى على الزمان والمكان إضافة أبوية حانية.

الفيصلى كان ندا عنيدا لولا نقص اللياقة البدنية:

صراحة كان الفيصلى ندا عنيدا للاتحاد ولكن لياقة اللاعبين ونفاد المخزون جعل الغلبة لنجوم الاتحاد.. ولكنهم مع ذلك تركوا بصمة على جبين الأيام تؤكد تفوقهم وأهليتهم في الوصول إلى النهائي.

د. شذى عزي ونسرين حميد الغانمي:

يسعدني أن أتقدم بالشكر والتقدير للأستاذة نسرين حميد الغانمي وحدة التقنية، تفانيك الملحوظ وعملك المتواصل والمتقن ونشاطك الدائم.. لا أبالغ حين أقول إنك فعلا الجندي المجهول لكليتنا.. دكتورة شذى وصفي عزي

شدني كثيرا واسترعي انتباهي وأثار اهتمامي واعتبرته عينة راقية لبناء جسور المحبة والترابط بين الرئيس والمرؤوس.. يأتي ذلك في قالب فيه من الشفافية والوضوح ونقاء النفوس ما جعل كلمات خطاب الثناء وتقدير الجهد من الدكتورة شذى للموظفة نسرين.. سطرت هذه الكلمات على درع تذكارية من خلال تلك الكلمات الراقية التي تنم عن شخصية كاتبتها وفيها خروج عن المألوف والعبارات التقليدية.. أحسب أن هكذا علاقة بين المسؤولة وزميلتها الموظفة هي التي يجب أن تسود في مجتمعنا وخاصة في آفاق التعليم العالي.. أردت من خلال هذه الكلمات أن أسجل إعجابي وتقديري للدكتورة شذى في إدارتها ومدى احترامها لزميلاتها وموظفاتها.. مما يكشف عن مستوى الرقي في التعامل.. أحسبه قدوة أتمنى أن تسود في معظم جامعاتنا على مستوى المسؤولية القيادية نساء ورجالا.. وأن تغيب وإلى غير رجعة تلك الممارسات التي تصدر من شخصيات (الورم) كما يقول أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان.. اللاتي يرين أن المناصب والكراسي أكبر من حجمهن.. ولذلك يعبئن ذلك الفراغ الذي يكتنف حياتهن وحياتهم رجالا ونساء.. فيعمدون إلى أسلوب الانتفاخ والعلياء (الفارغة) مع زملائهم وزميلاتهم.. وذلك أمر فيه من الخواء ومركبات النقص ما أحسبه خللا في هذه الشخصيات.. وهو ظلم لمراكزهن ومراكزهم القيادية.. مما ينعكس سلبيا على قدرات مرؤوسيهم.. ويسبب كثيرا من الإحباط وقتل المواهب والقدرات وتلك لعمري كارثة.. وهي تدخل في نطاق الفساد الإداري وجدير بمكافحته أن يمارسوا إقصاء تلك الكوادر بدون هوادة ولا رحمة.. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي