-A +A
سعيد السريحي
لستُ أعرف كيف يمكن لثلاثمائة موظف على بند الأجر اليومي في تعليم حفر الباطن، تم إنهاء خدماتهم دون سابق إنذار، كما قالوا، لست أعرف كيف يكون باستطاعتهم استقبال شهر رمضان والاستعداد للعيد وما يفرضه ذلك كله من أعباء معيشية وزيادة في الإنفاق على أطفال وزوجات يعولهم أولئك الذين تم فصلهم.

ولست أظن أن المتحدث باسم تعليم حفر الباطن يعتقد أن المأساة التي يتعرض لها أولئك المفصولون سوف تنتهي بدعائه لهم بالتوفيق، وإذا كان فصلهم تم بتوجيه من الوزارة، كما قال، فقد كان بوسع الإدارة التعليمية التي ظلوا يعملون فيها منذ سبع سنوات أن تمنحهم مهلة يبحثون فيها عن فرصة عمل، لا أن تعمد إلى فصلهم دون سابق إنذار أو تؤجل الفصل إلى ما بعد شهر رمضان والعيد لا أن تضعهم في مأزق قبيل هذا الشهر الفضيل وما يفرضه من زيادة في تكلفة المعيشة.


ولعلنا لا نطالب إدارة التعليم أو وزارة التعليم بأكثر مما تستطيع إذا ما طالبنا بأن تعين أولئك الذين أخلصوا في العمل معها طوال سبع سنوات على إيجاد وظائف لهم إن لم تكن على ملاك الوزارة فعلى ملاك جهات ومؤسسات حكومية أخرى بحاجة إلى خدماتهم وأن تكون تزكيتها لهم خير داعم يمكنهم من العثور على وظائف أو عقود بديلة.

ليس سهلا أن يجد ثلاثمائة مواطن أنفسهم فجأة على رصيف البطالة وهم يقرأون عن تلك الجهود التي تبذلها الدولة في توفير فرص عمل لمن يعانون من البطالة وعن أعداد الذين تم توظيفهم، ليس سهلا عليهم وليس سهلا الاعتذار منهم والدعاء لهم حين يمسون وهم مطمئنون على عقودهم ويصبحون وقد طارت منهم وعنهم تلك العقود.