-A +A
عبده خال
تم تشكيل لجان من جميع أنحاء المنطقة لرؤية شهر رمضان، وكذلك تمت دعوة كل من لديه مقدرة الترائي الانضمام إلى تلك اللجان، والدعوة شملت كل من يرى هلال شهر رمضان، سواء بالعين المجردة أو من خلال المناظير.

هذه الدعوة يزداد ارتفاع صوتها مع حلول شهري رمضان وذي الحجة، لما لهذين الشهرين من تطبيق ركنين من أركان الإسلام في وقتها المعلوم.


وكثير من الأعوام حدث شك، دخولا أو خروجا، ومع التطور العلمي ظهرت المناداة بضرورة الاعتماد على الرؤية الفلكية من خلال أجهزتها المتقدمة التي ترصد دخول الشهر بدقة عالية تصل لدرجة تحديد دخول شهر رمضان لعام 2030.. ومع ذلك ما زال النقاش محتدما حول وجوب رؤيته بالعين المجردة أو الانتقال لتحديد الوقت بواسطة المراصد الفلكية.

ومن لا يؤمن بالمراصد الفلكية لا يمكن له أن يثق بصحة ثبات أقوال العلم في المواضيع المتعلقة بنتائج دوران الأفلاك، وهذه النوعية كانت مؤخرة لأمور كثيرة حتى إذا صدقها الواقع انجذبوا إلى تصديقها.

ويبدو أنه قد حان الوقت لتثبيت الرؤية من خلال المراصد الفلكية، لأن الشرط في دخول الوقت هي الرؤية، سواء كانت تلك الرؤية بالعين المجردة أو بواسطة مناظير (في وقتنا الحالي).. وبدل أن يتم جمع خلق الله للخروج وتحري رؤية دخول الشهر، فقد كفانا الله بالأجهزة العلمية التي تجعلنا على يقين بصحة دخول الشهور..

ولو أردنا أن نقف على كلمة (تحري) فهي كلمة تحمل دلالة الصواب والخطأ، فلماذا لا نستخدم أداة أكثر يقينا في تثبيت الرؤية؟

وإذا كانت العين المجردة هي الوسيلة الوحيدة التي كان الناس يحددون بها الرؤية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد منحنا الله وسيلة نستطيع بها الرؤية بوضوح، ولو كان بعضنا يعاني من طول أو قصر نظر هل يواصل حياته بهذه العلة أم يستخدم نظارة تقيس لها نظره وتجعل رؤيته أكثر وضوحا ودقة؟

هذا سؤال لمن لا يزال رافضا لمعطيات الزمن؟

دعونا نطبق ركنين من أركان الإسلام بنظر صائب وليس باحتمالية رؤية يشوبها الشك أو الإصابة أو الخطأ.

* كاتب سعودي