-A +A
عبير الفوزان
الحديث عن افتتاح دور السينما في السعودية ذو شجون؛ فما بين المؤيد والمعارض تنبثق متعة أخرى تشبه فيلما طالت مدة عرضه.. فالسينما في وجدان البعض إثم لا يجوز الجهر به، وهذا ليس بغريب على من ظلوا أسرى لفكرة قديمة حول السينما، فلو عدنا للوراء ولعقود من الزمن، ليس في السعودية بالتأكيد، لوجدنا أن دور السينما ومرتاديها ونوع أفلامها، ووقت عروض الأفلام فيها، ليست كما هي اليوم.

بعض المؤيدين وحتى المعارضين لوجود دور السينما يرون أن الذهاب إليها لم يعد مغريا، وليس بالأمر الضروري، وهم بذلك يقيسون على ما اعتادوا عليه، حيث إن الذهاب إلى السينما جزء من رحلتهم السياحية لبلد ما، مع أطفالهم وضجيجهم حول الفوشار والمشروبات وغيرها، أو اقتناص وقت ثمين من أوقات الرحلة لمشاهدة فيلم ربما يصادف أنه ليس بذلك المستوى.


السينما ليست مجرد فيلم أشاهده في الظلام مع فوشار، كما يعتقد البعض، أو مكان سياحي يذهب إليه، أو متعة وقتية، بل هي أسلوب حياة يخفف عنك من ضغوطاتها.

السينما مكان مثالي عندما تريد أن تلوذ بالصمت، تغلق هاتفك النقال قصرا، وتغرق في ظلام رغم النهار، ولا تريد أن ترى من حولك، تدخل في الظلام، وتخرج قبل أن تضاء الأنوار، محتفظا بتجربة الفيلم إن كانت ممتعة أو حتى محبطة.

للسينما وقت وحالة، فكل يختار الوقت والحال الذي يناسبه.. عندما يسوء الجو.. في المطر.. في الغبار.. في درجات الحرارة المرتفعة.. عندما تتشاجرون مع أزواجكم فلا تريدون تركهم، ولا الحديث معهم، تذهبون معا إلى هذا المكان الوحيد الذي سيعزلك عن محيطك الخارجي وحتى عن الجالس إلى جوارك لمدة ساعتين بمبلغ أتمنى لو يكون زهيدا، كالذي كنت أدفعه فيما مضى.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com