-A +A
عبدالله عمر خياط
نقــــل لنا المؤرخون كلمة مأثورة مشهورة عن الإمام الشافعي رحمه الله قال فيها:

ولولا الشعر بالعلماء يُزري *** لكنت اليوم أشعر من لبيد.


وله أيضاً كلمة مأثورة يتناقلها الأطباء منذ وفاته رحمه الله عام 205هـ، إذ قال: «لولا الفقه لاشتغلت بعلم الطب»، فكان الفقه هو العلم الأول لتوطيد بنيان الحضارة الإسلامية وتثبيت الحقوق للناس والفصل في ما يجري لهم ويجري بينهم ويجري عليهم من شؤون لا يمكن حلها إلا بالعلم الشرعي.. ثم يأتي بعد الفقه.. الطب.

فالفقه هو علم للأذهان والطب علم للأبدان ولا يستغني الإنسان عن أي منهما.

وكان أسلافنا يدرسون كافة العلوم في عصورهم المختلفة، حتى أن بعضهم كان يجيد الضرب على العود فوق ما آتاه الله من سعة العلم في اللغة والأدب والتفسير والحديث. ومما يروى في هذا الباب: أن عبدالملك بن مروان الخليفة الأموي قال للشعبي وهو العليم بالفقه واللغة والأدب: «لا تقل إننا فزنا بالعلم إذا فاز الملوك بالمُلك فنحن الخلفاء مع ما حصلنا عليه من الملك لنا نصيب وافر من العلم».

وقد تشعب علم الطب كثيراً وصارت التخصصات فيه تزيد عن 20 علماً من الطب العام، إلى الجراحة، إلى الأسنان، إلى الطب الباطني، إلى الطب القائم على البرهان، إلى طب القلب، إلى طب الحشود، الطب النفسي، إلى طب الأعصاب.. إلخ.

ومع هذا التشعب فقد تنوعت الأمراض أيضاً، وربما بسبب تنوع الأمراض تشعب علم الطب. وقام رجال الأعمال بإنشاء العشرات من المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية في المملكة. أما الدكتور مازن فقيه فقد خطا خطوة بل قفزة كبيرة في المضمار الطبي بإنشاء كلية فقيه للعلوم الطبية، فقد أوردت وكالة الأنباء السعودية الأحد 6 شعبان 1439هـ خبراً يقول: «دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم، التوسعة الأولى لكلية فقيه للعلوم الطبية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة.

وأزاح سمو الأمير خالد الفيصل، خلال ذلك الستار إيذاناً بافتتاح التوسعة الجديدة، بعد ذلك تجول سموه في مرافق الكلية الجديدة.

وأوضح رئيس مجلس أمناء الكلية رئيس مجلس الإدارة لمجموعة فقيه الطبية الدكتور مازن فقيه، أن التوسعة الأولى للكلية ترفع الطاقة الاستيعابية من 600 إلى 2400 طالب وطالبة، مشيراً إلى أن تكلفة المشروع بلغت 300 مليون ريال».

ومن نافلة القول إن الطلاب والطالبات عندما يتخرجون فإنه سيكون عندنا اكتفاء ذاتي من الكوادر السعودية الطبية، وذلك في خلال سنوات معدودات بإذن الله.

السطر الأخير:

إذا ما كنت في شرف مروم

فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير

كطعم الموت في أمر عظيم.

* كاتب سعودي

aokhayat@yahoo.com