-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
«طفس» قبلنا بالنأي بالنفس، الذي كان الطبخة المرة التي لابد منها في لبنان، والذي كان بالنسبة لرعاتها المخرج الممكن لحلحلة الأزمة في لبنان شكلا، أما موضوعا فأنسى الموضوع، فهو نأي بالنفس من طرف واحد فقط، مغلوب على أمره، أما حزب الله ورعاته في لبنان فهم ينأون بالنفس عن كل ما فيه مصلحة البلد، ويضحون بالنفس والنفيس لإنقاذ بشار وانصياعا لأوامر الولي الفقيه الخامنئي «الذي لا فقه له ولا عقل»، فأوامره العليا واجبة التنفيذ ولا أي مخلوق ولدته أمه يستطيع أن يمنع حزب الله من تنفيذ أجندة الخميني في لبنان، وليس في إيران، فحسن نصر الله يسرح ويمرح وبنفس الوقت يدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية على المملكة، ويعثو في سورية فسادا من بيع المخدرات صعودا إلى قتل المدنيين، ويتفشخر ويختال كما يحب في لبنان، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، وهو أساء الأدب بفعله ولسانه المعيب، الذي أوغل في شتم وطننا.

واذا كنّا قبلنا على مضض هذه الرؤية المعيبة كحد أدنى لعدم توقف الحياة في لبنان، فإن الصمت المريب من بعض الدول الصديقة التي بعضها كنّا نسميها شقيقة، إن ذلك الصمت وأراضينا تنتهك بصواريخ إيران وبأيدٍ حوثية، هو بمثابة رضا على ما يفعله الحوثيون باليمن، إنها مواقف واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، نعم «والعقيلي يردح» وعلى عينك يا تاجر، وطبعا رضاؤهم على اعتداءات الحوثيين على أراضي الوطن، الذي طالما مد يد العون لكل وطن عربي هو تحصيل حاصل، فالسكوت علامة الرضا، هل يجوز من بلد قريب أو حتى بعيد تربطنا به روابط إسلامية أو عربية إسلامية أن يضع ساقا على ساق متفرجا وربما مستمتعا؟!


نعم لقد تحركت بعض الدول الشقيقة والصديقة وشجبت ونددت وولولت، وكان هذا التصرف الحد الأدنى المطلوب، وأعلنت الدولة الشقيقة الكويت بموقفها وطالبت مجلس الأمن بإيقاف هذا العبث الإيراني الحوثي، هذا يحدث في عالمنا العربي الإسلامي وانظروا ماذا فعلت الدول الغربية وأمريكا وكندا تضامنا مع بريطانيا في قضية مقتل الجاسوس الروسي سكريبال الذي منح الجنسية البريطانية أخيرا، مواقف مشرفة في عالم يعلم قيمة التحالف والتضامن، مع انكشاف الستار وسقوط ورقة التوت عن تلك الدول. أتساءل ألم يئن الأوان أن نعاملها بالمثل؟، ألم يحن الوقت لنقول لهم يا إما أسود أو أبيض، رغم أن مواقفهم سوداء مثل وجوههم وقلوبهم.

نعلم سلفا أن هذه الدول لا يثمر فيها المعروف، والله لو حملناهم على أكتافنا وقلنا لهم آمر تدلل، لن يحيدوا عن مواقفهم الحاقدة على هذا الوطن. أخيراً ماذا ينتظرون؟، نعلم نياتهم هم يريدون أن يروا هذا البلد العظيم قد ضعف وتفكك، فالغيرة أكلت قلوبهم وأكبادهم، ولكن لن يبؤوا إلا بالخزي والخسارة، أما الحوثيون الذين يخالفون كل قواعد الأنظمة الدولية والإنسانية ولا من رادع، فإن ضربة موجعة لا تبقي ولا تذر ستكون خير رد في عالم لا يعرف إلا لغة القوة، أنا إنسان بسيط من هذا الشعب العظيم أقول بكلمة شعبوية من القلب «إخس» على كذا حكام.