-A +A
ريهام زامكه
العريس رجل يبلغ من العمر أكثر مما تبقى وأرذله، والعروس طفلة تبلغ من العمر أوله وأجمله، والشهود أُناس تجردوا من الإنسانية، دخون، معازيم، مهنئين، و«مباركين عرس الاثنين ليلة ربيعٍ وقمرة، واللي جمع بين قلبين الله يطول في عمره».

حتماً هذه كارثة وليست ليلة مباركة ! حين تُزوج فتاة قاصر لم تبلغ الثمانية عشر عاماً وأقل حسب القانون الدولي، ويكون من حقها أن تمارس حياتها المناسبة لعمرها، بدلاً من زجّها في قفص الزوجية وهي طفلة لا تعي ولا تستوعب أو تدرك معنى الزواج !


كيف ستواجه هذه الزوجة القاصر حياتها القادمة ؟ وبأي دورٍ سوف تقوم وهي ما زالت بحاجة لمن يوجهها ويرعاها ويدعمها ويحافظ عليها ؟! ترى كيف ستحمل طفلة في أحشائها طفلة أخرى ؟ وهي لا تدرك معنى الأمومة لأنها ما زالت بحاجة لمن يحتضنها ويربيها في الأساس !

على ذمة العلم الحمل قبل سن العشرين يشكل خطراً على حياة المرأة، وأعضاء الفتاة في هذا العمر ليست مكتملة كما يجب لتتحمل مشاق الحمل والولادة، وبالتالي هي معرضة لخطر يهدد صحتها وحياتها.

ناهيك عن ما سيترتب من آثار نفسية سلبية على الفتاة حين تحرم من التعليم وحقها في الاستمتاع بطفولتها وعمرها الذي تعيشه لتصبح رغماً عنها في مواجهة مع زوج مسعور وبيت مقبور وحياة زوجية بائسة وغير متكافئة.

جُل ما نتمناه، أن تحد القوانين في ظل التغيرات والإصلاحات الاجتماعية التي نعيشها ونشهدها اليوم من هذه المهازل، وتوقف جشع بعض الآباء وسوء تربيتهم وتقديرهم حينما (يتاجرون) بفتياتهم بمسمى الزواج والسترة للبنت، وأن يكف البعض عن ربط المسألة بالشريعة لأن لكل قاعدة شواذ.

واقعياً، سوف يظل الحال على ما هو عليه، لحين سَن قانون يحدد العمر المناسب للزواج في ظل الوضع الراهن، ويحد من حالات (اغتصاب) الصغيرات كما أسميها أو أراها، وحتى حينه لن نستطيع إيقاف أي زيجة (مهببة) بين رجل كبير بالغ وطفلة صغيرة بريئة أرى المسافة بينهما متراً و1400 عام !

والله لا أستطيع مهما حاولت تقبل الوضع أو حتى تصوره، «ياخّي بلا هَم الواحد اللي فيه مكفيه»، صدق من قال هَم يضحك وهَم يبكي و (همبرقر).. أمزح أمزح، ألف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله مُحمد... لولولولولاي.

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com