-A +A
عبده خال
كنت ضمن الوفد الصحفي الثاني الذي التقينا فيه بالأمير محمد بن سلمان، وكانت الخشية أن ينزلق لساني بما يمور في داخلي من أسئلة كنت أراها (حراقة) أو محرجة ولا تتناسب مع الزمن، مثل الوضع في اليمن الآن، ودار في مخيلتي سؤال آخر عن قوة الاقتصاد الوطني، خاصة أن القرارات المصاحبة لرؤية 2030 سوف يتلقاها المواطن مباشرة من رسوم ورفع معونات... ويبدو أن الوفد الذي كنت من ضمنه نحيك الأسئلة التي تشغلنا وتشغل المواطن أيضا، وكان كل واحد منا يحمل أسئلة شائكة إلا أن حضور الأمير الشاب وشفافية ردوده وعدم تجاوزه لكل سؤال مهما كان شائكا انتهى اللقاء وكل منا يردد:

- ليت وزراء البلد يحملون كل ما تحمل من شفافية وسبر أغوار كل قضية يتحدثون عنها.


وها هي الأيام تثبت أن هذا الأمير الشاب يحمل أحلاما متقدمة لوطنه، فاللقاءات الصحفية العالمية التي تجول في عقل ولي العهد والباحثة عن الرؤى التي يحملها الأمير الشاب تجعلنا على اطمئنان بأن رأس الهرم السياسي على دراية عما يحدثه ويحدث حول القضايا المتعلقة بالمصلحة الوطنية داخليا وخارجيا.

ولن يكون اللقاء الصحفي مع سموه في مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية اللقاء الوحيد، فالعالم منشغل بما يحدثه الأمير الشاب من خطوات تعتبر حرقا لمراحل سنوات طويلة؛ إذ كانت حركتنا حركة ترقب فإذا بنا نقفز الحواجز على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاستثمارية، وفتح الأبواب لكل ما كنا نعتبره من المستحلات.. والقائد التاريخي هو من يأتي في زمن ليغير وجه ووجهة البلد نحو مستقبل تكون فيه كل الإجراءات ملائمة لطرق الدروب الوعرة قبل الممهدة في زمن لن يقبل بأي تقاعس أو المراوحة في المكان ذاته..

ولأن السياسة هي لعبة الممكن فقد كان للأمير محمد بن سلمان مغامرة اختراق المستحيل ليكون ممكنا... نعم ومن غير محاجة فهذا الأمير نفض غبار السنوات، وجعلنا نتطلع إلى حياة صحيحة بعيدة عن الخرافة لكي نتعامل مع الأمور وفق الاحتياج الوطني ومع فكرة استدامة التنمية من خلال فتح الأبواب لكل ما هو ضروري لحياة تعد بمستقبل باهر.