-A +A
خالد السليمان
يقول الرئيس الروسي بوتين في فيلم وثائقي يحمل اسمه، إنه أمر عام ٢٠١٤ باتباع خطط الطوارئ التي تقضي بإسقاط طائرة ركاب مدنية مختطفة كانت تقوم برحلة بين أوكرانيا وتركيا طلب مختطفها التوجه بها إلى مدينة سوتشي الروسية، حيث كان يجري حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، قبل أن يتضح في لحظة حاسمة أن الخاطف لم يكن سوى راكب مخمور كذب بحيازته متفجرات!

نجا الركاب الـ١١٠ من الموت الذي أمر به «بوتين»، لكن ركاب طائرة ماليزية كانت تحلق فوق الجزء الأوكراني الخاضع للسيطرة الروسية لم ينجوا في نفس العام عندما أسقط صاروخ طائرتهم ليأخذهم في رحلة أخيرة إلى العالم الآخر، وهي رحلة استثنائية أصدرت بطاقات صعودها الأبدي أيضا مقاتلة سوفيتية عام ١٩٨٣م لركاب جامبو كورية جنوبية تحمل ٢٦٩ شخصاً من ١٦ جنسية كانت تقوم برحلة تجارية بين نيويورك وسيئول!


«بوتين» الذي أراد أن يظهر بمظهر القائد القادر على اتخاذ القرارات الاستثنائية الصعبة، في الحقيقة كان يقدم، ويبعث برسالة لخصومه بأنه لن يتوانى عن الضغط على أي «زر» عندما يتطلب الأمر، في الحقيقة قدم ملامح شخصية روسيا الجديدة والتي وإن غيرت ثوبها السوفيتي بكل رقعه الشيوعية الرثة، فإنها لم تبدل ثيابها الداخلية المنسوجة من نفس العقلية الديكتاتورية في الداخل والهيمنة الاستعمارية في الخارج!

في سوريا نجد ملامح روسية لأعمال حربية لا تكترث كثيرا بحياة الأبرياء ولا بالقتال لصالح الخير أو التصدي للشر، فالاصطفاف مع الطرف الشرير منسجم مع الهوية الروسية على مر العصور القيصرية والسوفيتية الشيوعية والروسية الجديدة!