-A +A
حسين الشريف
يبنى العمل الناجح على مقومات مكتملة الأركان، تشد بعضها لتحقق الهدف المنشود بغض النظر عن هوية ذلك العمل ومجاله، فالتخطيط السليم والإخلاص والسعي الحثيث لإنجاز العمل مع بذل الجهد لإخراجه بالصورة المثالية، واتخاذ القرار المناسب وتنفيذه في الوقت المناسب بعد أخذ المشورة، يمنح النجاح أبعاده المطلوبة، خصوصا إذا كان العمل مرتبطا بجمهور كبير يملك القدرة على إبداء رأيه في النجاح أو الفشل، ووسطنا الرياضي مثال حي على هذا الاستراتيجية المفترضة.

وفي هذا الوسط النشط والمتفاعل جدا إعلاميا وجماهيريا واجتماعيا، هناك ثوابت تمنح مؤشرات إيجابية أو سلبية للعمل، منها كيفية تعامل الإدارات مع الأزمات التي قد تواجه الفريق، وتغيير الهرم الفني (استبدال المدربين)، الذي لا يزال محل خلاف إعلامي دائم، خصوصا في مسألة التوقيت، وطلب منح الفرصة أكثر للمدرب، لكن الذي يفصل في هذا الأمر هو حنكة وحكمة الإدارة وشجاعتها في اتخاذ القرار المناسب (يصفها البعض بالمغامرة).


وواقع ما شاهدناه لأكمل فريقين في الكرة السعودية الهلال والأهلي يبدو شاهدا حيا على الحنكة الإدارية، وكل له وجهة نظر مخالفة وفق رؤية وفلسفة إدارية لكل منهما نقف منها موقف الحياد لنرى من هو صاحب البعد الإداري الأنسب، في ظل تعامل إداري متناقض بين إدارتي المتنافسين.

إدارة الهلال عُرفت بالحنكة والدراية دوما، مما أثمر ريادة الفريق للبطولات التي لا تكاد تنقطع عن خزائنه، وإدارة نواف بن سعد لم تخالف النهج المتبع، فبعد منح الفرصة كاملة للمدرب دياز ومناقشته أكثر حول أخطائه، رغم تصدر الفريق الدوري واقترابه من تحقيقه للمرة الثانية، اتخذت قرارا شجاعا بإقالته حفاظا على مكتسبات الفريق في وقت صعب يرى البعض أنه قد يؤثر على تركيبة الفريق الهلالي وربما يدفع ثمن ذلك، لكنها ارتأت أن العناد ومنح (الجمل بما حمل) لابنه المساعد سيؤثران سلبا على الفريق فأقالته فورا، متحملة كل التبعات لأن هناك فريقا قويا معارضا لإقالته.

وعلى العكس من ذلك، فضلت إدارة الأهلي السير على نهج متبع دائما في قلعة الكؤوس، وهو التريث و(طولة البال) على المدربين حتى آخر نفس، فلم تبادر بإقالة المدرب الأوكراني ريبروف (غير المرضي عنه) من الجماهير وأصحاب القرار، وفق رؤية لها أن (شيلة) المدرب في هذا الوقت قد تزعزع استقرار الفريق المنافس على الدوري بقوة والمتصدر بجدارة مجموعته الآسيوية، حتى وإن كان القرار قد طبخ داخليا، لكنها لا ترى تفعيله الآن.

وفق هاتين الفلسفتين المتباينتين في إدارة الأزمات بين إدارتي الناديين سنبقى ننتظر من هو صاحب الرؤية الصحيحة من واقع النجاح المتحقق.