-A +A
محمد أحمد الحساني
تتناقل وسائل التواصل أو «التسافل» حسب التسمية المستحقة لبعض ما يُبثُّ فيها من بذاءات، رسائل قدح خطيرة طالت عشرات وربما مئات الموظفين العامين ورجال الأعمال والمجتمع وملاَّك مخططات الأراضي التي بِيعت منذ سنوات طويلة وأصبحت مأهولة بالسكان، وهي رسائل تُنشر في المواقع تحت اسم رمزي مستعار لا يعلم إن كان يبث رسائله الملغومة من الداخل أم من الخارج، ولكن ما يُطلق من تهم لو ثبت «عُشْر» ما جاء فيها لكان من الواجب تحرك جهات الاختصاص للتحقيق فيها ومعرفة الحقيقة ومحاسبة المتهمين بالفساد، ويعيد تغريداته ويغرد معه آخرون بنفس الطريقة والأسلوب، ولكن عدة شهور انطوت على تلك الرسائل الهابطة مبنى ومعنى دون أن نسمع أو نقرأ عن تحرك رسمي، إما لإيقاف تلك الرسائل التي تحمل السب والقذف والتهم الخطيرة والعنصرية والتحقير الذي لا يُبقي ولا يذر، أو لوضع اليد على مكامن الفساد -إن وُجد- ومن يقف وراءه من الأسماء المتهمة الواردة في تلك الرسائل، فلم يعد أحد قادرا على تفسير ما يحصل بطريقة موضوعية!

ومن المؤسف أن بعض متابعي هذا النوع من الرسائل تنطبق عليهم صفة أنهم «أتْبَاع كل ناعق»، فلا يمرر لهم المشبوه الكرة ضد اسم من الأسماء، إلا وتنطلق التعليقات القادحة للذمم الموسعة لما جاء في الرسائل من اتهامات فكل واحد يضيف تعليقاً يؤكد فيه صحة اتهامات «كبيرهم الذي علمهم القذف» ويزيد عليها أضعافها من التهم الجاهزة التي قد لا يسندها دليل مادي أو موضوعي، حتى انحدر مستوى ما يُبث في المواقع من قذف واتهامات وسباب إلى حده الأدنى الذي يُوجب العقوبة المنصوص عليها في الشرع والأنظمة الرسمية، فهل ما يحصل على صفحات تلك المواقع شيء معقول أو مقبول؟ وإلى متى سيظل الحبل على الغارب وتستمر وسائل التواصل على هذا النحو من التسافل الذي يزرع الأحقاد في النفوس ويشجع على تبادل القذف والشتائم والألفاظ العنصرية البغيضة، ويدعو إلى تفكك اللحمة الوطنية التي بُنيت قوية شامخة عبر عشرات السنين من البناء الوطني لهذا الكيان الكبير أقول إلى متى ولا أملك أي جواب؟.


mohammed.ahmad568@gmail.com