-A +A
عبده خال
تم انتشال منطقة جيزان من العدم.

هكذا كنت أهجس في زيارتي الأخيرة لما حدث من تنمية مهولة على جميع الأصعدة.


فقد مضى على غيابي عن المنطقة فترة زمنية طويلة، ولم أكن أتوقع أن تنهض نهضة المدن الكبيرة ليس جيزان فحسب بل شملت النهضة كل المدن والقرى التابعة للمنطقة.

أحد أبناء المنطقة قال لي:

- جازان تدين في نهضتها لبعوضة!

وفي قوله تذكير بما أحدثته حمى الوادي المتصدع، تلك الحمى التي كانت الفاصلة بين الاهتمام والإهمال.

ولا ينسى أهالي المنطقة ذلك الحدث التاريخي الذي قام به الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- حينما حطت طائرته بمطار جيزان؛ لكي يكون مع شعبه في «شوطة الحمى» التي أودت بالكثير.

وكان قادماً من رحلة خارجية أراد الاطمئنان على أهالي المنطقة وعندما هبطت طائرته وكان في استقباله الجميع وتقدم إليه وزير الصحة بكمام طبي ليضعه على وجهه اتقاء من انتقال المرض أو العدوى فما كان من الملك عبدالله -رحمه الله- إلا أن قال:

- أنا ليس أفضل من أي إنسان في هذه المنطقة.

تلك الزيارة التى انتقل خلالها مجلس الوزراء إلى عقد جلسته في مدينة جيزان.

وكان اعتذار الملك عبدالله لأهل جيزان من الإهمال الذي طال المنطقة لسنوات طويلة هو الضماد لأن تلتئم جراح السنوات المديدة التي قضت فيها المنطقة حياة تحت خط التنمية.

وبعد تلك الزيارة صدرت قرارات فورية من أجل النهوض بالمنطقة بما يتلاءم مع أماني الناس.

والآن غدت منطقة جيزان الحلم المجسد فمن يعرف المنطقة في الماضي القريب سيدهش تماماً للمتغيرات المتلاحقة التي جعلت من كل مكان بصمة للتنمية.

كل شيء موجود وبأحدث ما يمكن أن تكون عليه أي مدينة متطورة حتى أن قرى المنطقة قفزت لمقارعة المدن في كل شيء.

Abdookhal2@yahoo.com