-A +A
عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان
أجبرت السياسة السعودية الحكيمة والمتزنة والمتعلقة بتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم إلى جر الداعمين والمؤيدين للإرهاب إلى اتباع سياسة ردة الفعل للتعبير عن غضبهم وحقدهم على المملكة. ومن أهم النتائج المهمة لسياسة ردة الفعل هي الوقوع في أخطاء كبيرة، ما يسهل عملية كشف ورصد الحملات الموجهة التي تشن على المملكة بالنسبة للمختصين. وغيرت قطر وإيران إستراتيجيتيهما باتباع سياسة ردة الفعل.

وكانت نتائج السياسة السعودية الحكيمة أن المملكة بدأت تأخذ مكانتها الطبيعية في العالم، وأصبحت رائدة في عدة مجالات، من أهمها صناعة السلم والأمن في المنطقة، وبدأت رحلة طويلة في محاربة الإرهاب وتقطيع أصابعه، وهم المنفذون للعمليات الإرهابية على الأرض ثم المحرضون، وانتقلت إلى الممولين ومن ثم القياديين، والآن انتقلت إلى مرحلة جديدة وهي مقاطعة الدول الداعمة للإرهاب في الشرق الأوسط.


وحققت المملكة نجاحات كبيرة بسياستها بمقاطعة قطر وتحجيم إيران باستخدام القوة الذكية. فأصبحت هناك رقابة شديدة على الأموال التي تخرج من قطر بعد أن كانت دون رقابة وفقدت قطر سيادتها بشكل علني. وأما إيران فتنتظر قرارات من مجلس الأمن بسبب اتباعها سياسات إرهابية في المنطقة.

ونظراً لهذه النجاحات المتتالية للسياسة الحكيمة للمملكة، رصدت خلال الأسبوعين الماضيين أنشطة لحملات إلكترونية مشبوهة. وعند تتبع هذه الحملة اتضح إنشاء عشرات المواقع الإلكترونية خلال فترة متقاربة، وعند تحليل بعض من هذه المواقع الإلكترونية وهي كالآتي:

• الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية، أنشئ في 24 نوفمبر 2017 ويستهدف المملكة.

• الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، أنشئ في 2 يناير 2018 ويستهدف المملكة.

• موقع المركز الدولي للدراسات القانونية، أنشئ في 26 ديسمبر 2017 ويستهدف التحالف العربي لمحاربة الإرهاب.

• موقع مرتزقة الإمارات ـــ إمارات ليكس، أنشئ في 1 فبراير 2018 ويستهدف الإمارات العربية المتحدة.

• موقع الشبكة العالمية لملاحقة مجرمي الحرب، أنشئ 1 فبراير 2018 ويستهدف الإمارات.

واتضح عند البحث والتحري أيضاً أن هناك علاقة بين هذه المواقع باكتشاف أن بعضها مربوطا ببريد إلكتروني واحد وهم:

• الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين.

• موقع مرتزقة الإمارات- إمارات ليكس.

• موقع الشبكة العالمية لملاحقة مجرمي الحرب.

واتضح أن هذا البريد الإلكتروني مرتبط أيضاً بموقع إخباري يدعى الشرق الإخباري وتأسس الموقع في 26 نوفمبر 2017، وهو موقع غير محترف ولكنه موجه لنشر أخبار ضد المملكة والإمارات ومصر.

ومن التحليل اتضح أيضاً أن المواقع الإلكترونية للحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية ومرتزقة الإمارات والشبكة العالمية لملاحقة مجرمي الحرب وموقع المركز الدولي للدراسات القانونية، مستضافون على خادم Server واحد.

الحقائق تثبت يوماً بعد يوم الحاجة إلى بناء ثقافة التعامل مع الحاقدين والفاشلين نظراً لنجاحات المملكة المتتابعة. ويؤكد الرصد الإلكتروني بشكل شبه يومي وجود مؤامرات إلكترونية تحاك ضد المملكة العربية السعودية وحكومتها وشعبها من بعض الدول الحاقدة في المنطقة والمنظمات الدولية المشبوهة والصحف الأجنبية الموجهة والمدفوعة؛ لشن حملات ممنهجة على المملكة، وعلينا عدم السماح لهم بجرنا لمنطقة هم يريدونها باتباع سياسة ردة الفعل.

المملكة لديها استحقاقات كثيرة جداً وعلى كافة الأصعدة، من أهمها مضاعفة الجهد وبذل مزيد من العناية والاهتمام بالخدمات والتسهيلات التي تقدم لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة، فهذه أهم أولويات القيادة الرشيدة وشعب المملكة. وتستعد المملكة لتنظيم وترتيب استقبال حجاج هذا العام وإيجاد مصادر دخل بديلة للبترول وقيادة التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، ودعم وتطوير الشباب الإسلامي من خلال الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي. وليس لدينا الوقت للرد على أشباه دول، فالرد عليهم مكسب كبير لهم وإعطاؤهم حجم أكبر بكثير من حجمهم الطبيعي.

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي- استشاري الأدلة الرقمية

Dr_Almorjan@