-A +A
خالد السليمان
لا يمكن إنكار معاناة قطر من الآثار السلبية لأزمتها مع جيرانها على اقتصادها، واستنزاف مدخراتها في مواجهة هذه الآثار التي جعلت فاتورة اقتصادها أكثر كلفة مما كانت عليه عندما امتلكت علاقات طبيعية مع جيرانها !

القطريون لا يدفعون فاتورة مضاعفة لمواجهة الكلفة الاقتصادية للمقاطعة وحسب، بل باتوا يدفعون فواتير عديدة لشراء المواقف السياسية والإعلامية. والانتهازيون في واشنطن وأنقرة وطهران وبعض العواصم الأوروبية، باتوا يفهمون العقلية التي تسيطر على القرار في الدوحة، ويستغلونها جيدا في احتلاب أموالها، بل إن المثير للسخرية والشفقة أيضا أنه حتى بعض أصحاب عربات دراجات الجولات السياحية في أكسفورد وريجنت بلندن استغلوا عقلية الإنفاق القطرية ليبيعوا الوهم لسفارة قطر مقابل رفع الأعلام القطرية وبث أغاني تمجيد أمير قطر، في مدينة لا يعرف أغلب سكانها وسياحها أين تقع قطر أو من يحكمها !


القطريون اعتادوا شراء الأدوار السياسية بواسطة المال، فمنذ تقمصوا دور الدولة العظمى في الشرق الأوسط، والمال هو «البيزنس كارد» التي يعرفون به أنفسهم في كل قضية أو أزمة يدسون فيها أنفهم، سواء في لبنان أو سورية أو العراق أو ليبيا. والأمريكيون والأتراك والإيرانيون فهموا هذه العقلية جيدا، ويتعاملون معها كما يتعامل نادل المقهى وحارس مدخل الفندق وحامل الحقائب مع نفحات السياح، لذلك نجد قطر قد تحولت إلى جهاز صرف نقود ATM لهذه الدول مقابل شراء مواقف زبد البحر التي لا يتجاوز مردودها الاستعراض الإعلامي!

منذ بداية الأزمة قلت إن أخوة وصداقة الخليجيين مجانية ولا تكلف سلطة قطر شيئا سوى حسن الجوار وإخلاص النية وكف البلاء، بينما مواقف الآخرين مدفوعة الثمن وقصيرة الأجل، وتظن أنك تشتري بها كرامتك الوطنية بينما أنت تبيعها !