-A +A
عيسى الحليان
منتدى دافوس (WEF) منظمة دولية غير ربحية، تضم في عضويتها ألفاً من كبريات شركات العالم، وعادة ما تكون دورة رأس المال فيها أكثر من 5 مليارات دولار، حيث يمثل الشركاء الإستراتيجيون مجموعة مختارة من 100 شركة قيادية حول العالم، ويلعب المنتدى دوراً مهماً في صياغة الأجندات العالمية في مجال السياسة والاقتصاد، وفي أدبيات إعلامنا العربي غالباً ما يتم تسليط الضوء على كبار قادة العالم المشاركين في أعمال المنتدى بسبب دورهم في رسم السياسات العالمية، لكن ما يتم طرحه في أروقة وقاعات المؤتمر من تجارب وأبحاث ودراسات اقتصادية قد يكون لها تأثير أهم وأكبر، فما طرحه «جاك ما» مؤسس منصة «علي بابا» يفوق في أهميته الكلمات التقليدية لبعض قادة العالم، خصوصاً وهو يتحدث عن مستقبل التقنية وانعكاساتها على الاقتصاد والتجارة العالمية، وأنه لن يكون هناك عبارة صنع في الصين أو الفلبين، وإنما صنع في «الإنترنت»، خصوصاً وهو يشير إلى أن شركته تقوم حاليا بشحن مليون طرد يومياً في الصين فقط، في حين أنه يتوقع أن يكون نصيب العالم من هذه الطرود بعد 5 سنوات مليار طرد كدورة سنوية، وهذا رقم كبير بكل المعايير !!

وفي معرض ورقته التي تتضمن تجربة متفردة بدأت من الصفر، يقول إن شركته تقوم حالياً بإنهاء 200 مليون و700 ألف عملية في الثانية الواحدة عن طريق التقنية، وهو ما جعل نصيب «علي بابا» من المبيعات يصل إلى 750 مليار دولار عام 2017، وهو ما يوازي الناتج المحلي لعشرات الدول من الحجم المتوسط.


الدرس الأكثر أهمية الذي ورد على لسان هذا الرجل الأسطوري ولم تتناوله للأسف منصات إعلامنا الاقتصادي، أن الشباب يحبون التجارة الإلكترونية، وأي شيء يحبه الشباب هو المستقبل!! وتأسيسا على مثل هذه الحقائق هذا ما ينبغي على مؤسساتنا الحكومية التجارية منها والاقتصادية أن تأخذه بعين الاعتبار في وضع السياسات الاقتصادية والتجارية وهندسة أسواق العمل، وذلك من خلال دراسات وبرامج معمقة وخطط تلتقي مع هذه التطورات وتتقاطع معها، فهذا الرجل ولوحده يقوم بإنفاق 50 مليار دولار سنوياً للأبحاث الاقتصادية والتقنية، فقط لملاحقة مثل هذه التطورات!!