-A +A
عبده خال
وقفت على خبر للمتحدث الرسمي لوزارة التعليم فوجدت نفسي بين مشاعر متزاحمة ومتناقضة:

- هل أضحك؟ أم أستنكر؟ أم أقلب كفي أم (أشمق)..


كلها حالات يمكن لها أن تجعل القارئ في حالة نرفزة بين الواقع المتردي للتعليم ومخرجات تصريحات المسؤولين التي تمجد التعليم..

نبدأ بما كشفه المتحدث الرسمي بأن وزارته تعمل على رفع جودة التعليم الأهلي والأجنبي ووضعه موضع المنافسة، حتى يتحول التعليم الأهلي إلى تعليم نوعيّ يحقق القيمة المضافة، ويجد فيه الطالب بيئة مدرسية مؤهلة.

أولا تم ذبحنا بجملة (القيمة المضافة) ولأنها دخلت إلى قاموسنا حديثا بما يعني تحميل المواطن تكلفة هذه القيمة، وإذا كانت الوزارة لم تتأكد أن التعليم الأهلي لم يحقق تعليما نوعيا فعلى أي جنب كانت الوزارة مطمئنة لمخرجات التعليم الأهلي خلال العقود الماضية..؟

فهل يعلم القراء الأعزاء منبع (الكلام الكبير) الذي صرح به المتحدث الرسمي لوزارة التعليم ؟

أقول لكم ببساطة إن وزارة التعليم أعطت للمدارس الأهلية ذات المباني المستأجرة مهلة عامين لكي تتحول إلى مدارس مصممة لأغراض التعليم، وإلا سوف يتم إغلاق تلك المدارس.

جميل ورائع هذا التوجه، إذ لا بد أن تكون المدرسة مصممة لأغراض تعليمية تحقق للطالب جوا تعليميا صحيا، لكن توجه الوزارة هذا خاص بالتعليم الأهلي فقط، أي أن تكون المدرسة الأهلية هي الوحيدة التي يجب ان تكون ملائمة ومصممة لأغراض التعليم.

إزاء هذه النقطة ملأت شدقي بالضحك.. واستدركت ضحكاتي لأقول للمتحدث الرسمي: هل وزارتك تأمر بالبر وتنسى نفسها.!

ألا تعلم نسبة المدارس الحكومية المستأجرة على امتداد البلاد ؟ تلك المدارس التي لا تصلح أن تكون حضانة لأي نوع من أنواع التعليم، ولو أنك عالم بذلك فإنك لن تتجرأ لأن تتحدث عن ماهية المدارس اللائقة بالتعليم.. يا سيدي وزارتك ارتضت أن تكون المدارس المستأجرة مخزنا لآلاف مؤلفة من الطلاب.. وارتضت بالبيئة القاتلة والمدارس التي لا تليق بأي تعليم وأسهمت (بل استقصدت) في تحويل تلك المدارس المستأجرة الرثة على استقبال الطلاب على فترتين صباحية ومسائية، وهذا ليس ماضيا عفا عليه الزمن، إذ ما زالت وزارتك تمارس هذا الضيم من خلال مدارس مستأجرة رثة في كل شيء وخطرة في كل شيء وسيئة التهوية في كل زواياها وعلى مستوى النظافة في كل جوانبها.. وإذا وجدت أن كلامي غير صحيح فأنا أدعوك أنت وجميع مسؤولي التعليم لمشاهدة تلك المدارس الحكومية التي يندى لها الجبين ويتفطر لها القلب.. بالله عليك (بلاش) تصريحات جوفاء ومطالبة الآخرين بتجهيز بيئة تعليمية عجزت وزارتك عن توفيرها خلال سنوات طوال رغم المليارات التي اعتمدت لإنشاء مدارس، ولا نعرف ما الذي حدث للمليارات المعتمدة حتى تدمن الوزارة على المدارس المستأجرة ذات النعوت البشعة.