-A +A
علي مكي
أمر مضحك ويبعث على الرثاء والسخرية، عندما تشارك دولة (ما) بمنتخب كرة قدم يحملُ اسمها فيما يضم 12 لاعباً من 12 دولة أخرى !

لم يكن «تويتر» مجنوناً ومشتركوه يخوضون في هاشتاق «#منتخب_المجنسين»، في دورة الخليج (23) التي انطلقت في الكويت قبل أيام، لأن قطر قدّمت نفسها مسخاً سيئاً لحالتها المستعارة، فمنتخبها الكروي مستعار، وجيشها مستعار، ومفتيها مستعار، ومستشاروها مستعارون أيضاً، كأنما قطر هي دولة مستعارة بأكملها، أي بقضها وقضيضها، وحتى الآن لم تقدم شيئاً وطنياً خالصاً يضيف إليها وإلى جيرانها، كما تفعل دول مجلس التعاون، بل إنها، أي قطر، بكل هذه التشكيلة المتفرقة والمجنسة التي تجمع منتخبها داخل المستطيل الأخضر، تضع صورة بلادها الهشة، وبمنتهى الوضاعة، لأنها تثبت عدم ارتكازها على جذور عميقة في تاريخها الوطني!


إنّ ما تفعله قطر في كرة القدم هو ما تمارسه أيضاً في سياستها وشؤونها العامة، ليس أكثر من شراء الناس وشراء أجسادهم وفي السياسة تعدى الأمر إلى شراء الذمم وتفخيخ الأجساد لتدمير الآخرين وفق سيناريوهات مضحكة مبكية معاً بما يصلح لفيلم سينمائي لا تستطيع أن تبتكره أكثر الذهنيات السينمائية خيالاً وولعاً بالفنتازيا!

***

حال نادي النصر محزن، فهو يتراجع ويضيع ويذهب سدىً، وأول من ضيّع النصر هو التفكير بالهلال وكراهيته، يحدث هذا على مستوى الجمهور والإعلام معاً، فالهلال ما يزال (يعشش) في عقول النصراويين وهو تفكير أقرب إلى المرض منه إلى طبيعية التنافس! وأكثر من رسخ هذا في العقول الصفراء هو بعض إعلامه الذي طار وطيّر الإدارة واللاعبين والجماهير معه في (العجة) عندما ظنوا قبل ثلاث جولات لمجرد تحسن نتائجه أن النصر عاد وهو لم يعد إلا في أمانيهم وعاطفتهم، لأن النصر من أجل أن يعود يحتاج إلى عمل كبير جداً وإلى فكر إداري وإعلامي خالٍ من لوثة الهلال والفرح بأوراوا!

***

بعد مشاهدتي لأكثر من برنامج رياضي في بعض القنوات الرياضية وغيرها في هذا الموسم وما تفيض به هذه (الاستديوهات) من التعصب المقيت، عدت للتساؤل من جديد: متى يتطور إعلامنا الرياضي في معناه قبل مبناه؟ في مضمونه وعمقه وجوهره قبل شكله وسطحه وخارجه؟

كنت قد قلتُ لهم من قبل إننا في عصر الفضاء، والعالم كله يرانا، واللغة التي يتحدث بها بعض المذيعين انقرضت من زمان، فقليلاً من احترام المشاهد والمتابع طالما أنكم تتوجهون إليه ببضاعتكم، وليتنا نسعى إلى التطوير النوعي جنباً إلى جنب مع التطوير الشكلي الأخير الذي لا يمكن أن يصمد طويلاً في عصر العمل المهني الاحترافي الخالص، ولا يمكن لمشاهد اليوم أن يراهن على عمل (مكلفت) لا يختلف عن الطبيخ (البايت)، ويا ليته بايت من ليلة أو ليلتين بل منذ مدة طويلة قد يعرض متذوقه أو آكله للتسمم مع أول (لقمة)!

ali_makki2@