-A +A
محمد آل سلطان
دائماً أدعو الله أن يحمي بلادي السعودية من شر من يدعون صداقتها، أما أعداؤها فهي كفيلة بهم بإذن الله.. أصدقاء المملكة كثر وكثير منهم مخلصون لأنها وهم على حق.. والحق مهما طال الزمن سيعلو ولا يعلى عليه! لكن قليلاً من هؤلاء الأصدقاء غير جاهزين لأن يتحملوا مسؤولياتهم أمام شعوبهم وأمام مستقبل وتاريخ أوطانهم.. وأقرب مثال على ذلك بعض أصدقائنا في اليمن.. وبعض أصدقائنا في لبنان.. صحيح أن منهم الصادقين فعلاً الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. إلا أن منهم في المقابل النائحين الذين يطلبون منك كل شيء.. ولا يريدون القيام بأي شيء.. سوى أن تعطيهم فندقاً.. وعلماً يرفعونه من شرفات غرف النوم معلنين انتصارهم الوهمي.. ومنهم المترددون والمزدوجون على طريقة «تبة تبة» في اليمن أو «نتفة نتفة» في لبنان انتظاراً لأي مكسب عسكري أو سياسي هنا أو هناك لإطالة أمد تكسبهم أو لتبديل مواقفهم والانقلاب كالقرود متى ما تعرضت مصالحهم وحساباتهم للخطر!

بعض أصدقاء السعودية المترددون والمزدوجون والنائحون لا يهمه أن تسقط الصواريخ على مدننا أو يتهدد أمننا ولا أن تتهرب أطنان المخدرات إلى بلادنا ولا أن ندفع مليارات الدولارات من اللحم الحر لاقتصادنا، لا يعنيهم كل ذلك إلا بمقدار ما يتاجرون به سياسياً أو بنكياً عبر مواقفهم المائعة وعبر أفعالهم البائسة في ساحة التعارك العسكري والسياسي.


في اليمن وفرت السعودية لجيش الشرعية في الشمال والجنوب ما لم توفره دول عظمى لدولة حليفة.. أعطتهم الفضاء والغطاء السياسي الأممي الذي يمكنهم منه التحرك لأجل إنصاف شعب وقضية اليمن الشقيق العادلة.. أهلت ودربت جيشاً من الصفر وحتى أعتى الأسلحة الحديثة.. ووفرت له الغطاء والدعم الجوي الذي يمكنه من التحرك على بياض نحو النصر وتحرير شعبهم وبلدهم استطاع الجنوبيون إنجاز مهمتهم بشرف ونجاح ولكن الأمور في الجيش اليمني الشرعي في الشمال مازالت بطيئة جداً حتى حفظ العالم كل أسماء التباب تبة.. تبة!

وفي لبنان دعمت السعودية كل أصدقائها وأنصاف الأصدقاء طوال عقود مضت وبشتى أنواع الدعم ولكن هؤلاء الأصدقاء لا يريدون أن يبذلوا ما عليهم من استحقاقات وطنية سوى «نتفة.. نتفة» عبر مواقف باهتة لا تؤكل عيشاً.. ولكنها قد تجعلهم متاجرين مهرة بمواقف يبيعونها علينا هنا أو هناك!

هؤلاء يجهلون أن سياسة السعودية القوية ذات النفس الطويل تتبدل دائماً ولا يمكن ملاحقة سرعتها متى ما شعرت أن أمن بلادها ومواطنيها في خطر فلن تستمر في منح هؤلاء شيكاً مفتوحاً وعلى بياض من الدعم السياسي والعسكري والمادي..! وهي ستزيل الشوك الذي يؤذيها من الأعداء وأنصاف الأصدقاء وستعيد تصنيفهم مرة أخرى وفق نظرية أنه لا يمكن أن تكون مع إيران وتريد في ذات الوقت بناء علاقة قوية مع السعودية، وهي قادرة بفضل قوتها الخشنة والناعمة وبفضل الشرفاء في اليمن ولبنان من تعديل شوكة الميزان لانتصار سريع وساحق وماحق لن يكون فيه للمترددين والمزدوجين والناحئين نصيب لأن يتاجروا مرة أخرى بدماء وتاريخ ومستقبل شعوبهم والمنطقة العربية عموماً.

dr_maas1010@