-A +A
حمود أبو طالب
هذا السؤال المهم القلق والمقلق للجميع، يتم طرحه في كل مناسبة أو حوار تكون المملكة طرفاً فيه، وآخر مرة تم توجيه السؤال للأمير محمد بن سلمان فأجاب أن الحرب مستمرة لأن المملكة لن تسمح بوجود نسخة من حزب الله على حدودها الجنوبية. وفي جانب آخر شهدت الرياض يوم أمس اجتماعاً مشتركاً لوزراء خارجية ورؤساء هيئات الأركان في دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن ناقش الوضع الميداني ودفع العملية السلمية، ووضع حد لتعنت الانقلابيين، وإيقاف التدخل الإيراني، والوضع الإنساني وجهود الإغاثة، وتنسيق الجهود والمواقف بين دول التحالف على كل الأصعدة.

كل محب للخير وساع للسلام يتمنى انتهاء الحرب في اليمن، والمملكة مع دول التحالف لم تختر الحرب إلا لكي تجبر الأطراف المنقلبة على الشرعية للدخول في عملية سلمية لإنهاء الأزمة، لكن تلك الأطراف لا تؤمن بالسلم لأنه ليس مهماً لديها حتى لو تحول كل اليمن إلى ركام، فهي تحلم بصعود حلمها على أنقاضه، وهذا الحلم ترسخه لديها أطراف خارجية أهدافها أبعد وأخطر من الحلم الحوثي الساذج، وهذا ما يهدد بتغييرات جيوسياسية ربما تحول المنطقة الى بؤرة حريق لا تنطفئ، ولهذا كان ضروريا أن تستمر الحرب لأن الخيارات الأخرى أُجهضت بتآمر أممي واضح.


الذين زعموا أنهم رعاة لعملية سلمية في اليمن أثبتوا بشكل سافر أنهم ليسوا كذلك، وأنهم متواطئون مع الجبهة الانقلابية التي تصر على الوجود الخارجي الخطر في اليمن، والأسوأ من ذلك هو بدء خطة لاتهام التحالف وتشويه مقاصده وأهدافه بصورة متعمدة ومخالفة تماما للحقائق، وبالتالي هم يدفعون بالوضع الى مزيد من التأزيم والتفاقم. كما أنه أصبح واضحا تغاضيهم عن كل ممارسات الانقلابيين وحلفائهم، بل تأييدهم المباشر لهم والاعتماد عليهم كمصادر معلومات وإحصائيات، وهذه قمة المهزلة.

ولذلك يبدو إلى الآن أنه فعلا لا خيار آخر للأسف غير استمرار الحرب؛ لأن أي تراخٍ مع تواطؤ المنظمة الأممية والأطراف الدولية ستكون نتيجته كارثية علينا مستقبلا.