-A +A
هيلة المشوح
تناقلت وسائل الإعلام في أخبارها العاجلة المكالمة الشهيرة التي أجراها الشيخ تميم مع ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وفحواها استعداد قطر لقبول الشروط الـ13 والحوار مع دول المقاطعة الأربع، وبعد إعلان الخبر بأقل من ساعة عمدت وسائل الإعلام القطرية لإعلان الخبر بتحريف لمحتوى المكالمة، وقد سبق ذلك بساعات نفي قطر لما أعلنه أمير الكويت في واشنطن من رسالة حملها للدول الأربع وأمريكا -حيث يتواجد-، مفادها قبول قطر للشروط، وقبل أن ينزل الشيخ صباح من منصة المؤتمر الصحفي مع الرئيس الأمريكي فاجأتنا قطر بأنها غير مستعدة للحوار!!

هذه السياسة المتخبطة والمتعثرة والمتقلبة ليست سوى امتداد لسياسة بدأت منذ أكثر من عقدين في قطر حين تولى حمد بن خليفة زمام الحكم قسراً بعد انقلابه على والده، والحقيقة التي نغفل عنها في تحليل هذه السياسة وبحكم أن حمد هو من يحركها حتى يومنا هذا، هي الجانب النفسي ومعضلة حمد السيكولوجية التي جعلته بهذه العدوانية وهذا الإيذاء حتى لأقرب الناس له -والده-، ناهيك عن دول الجوار وكوارث الخريف العربي حين كانت لعبته المفضلة، فلم تردع حمد حمامات الدماء العربية في دول الثورات ولا مآسي الشعوب جراء ذلك الخريف الدامي، بل استمر واستمرأ ممارسة لعبته بطموح عال وخيالات وهلاوس مرضية في إسقاط نظام الحكم في المملكة، فهل ننتظر حواراً من شخص تلبس جنون العظمة والنشوة المرضية؟ أم ندعو له بالشفاء ونبدأ الترتيب لمستقبل مختلف يعيد قطر وشعبها الأبي إلى حضن الخليج بعد سنوات من الزوابع التي جعلتها في مفترق طرق لا تُعرف نهايتها ولم تتحدد جهتها أو معالمها؟!


أعتقد جازمة أن المملكة اكتفت بهذا القدر من التناقضات من تميم ووالده، وستبدأ الانتقال إلى مرحلة ما بعد الحمدين وترتيب البيت الخليجي ما يتواءم مع مصالح شعوبه ودفء علاقاته واستقرار دوله، فبروز الشيخ عبدالله آل ثاني في المشهد الخليجي هذه الأيام يجعلنا نتوقع الكثير وهذا -حسب ظني- ما جعل تنظيم الحمدين في قطر يعمد إلى جس النبض بقبول الشروط ثم التنصل للتأكد بأن المملكة لا زالت تعترف به كنظام أم لا، غير عابئ بتبعات هذا العبث الدبلوماسي الذي قد يكلفه وجوده!