-A +A
عابد هاشم
• الروح.. الروح.. الروح.. بعد توفيق الله تعالى، إن حضرت بعزيمة وبسالة وفدائية واستشعار لعظم المسؤولية، وحجم وكثافة الآمال والتطلعات الملقاة على عاتق كل من يتشرف بحمل أمانة المشاركة ضمن أي فريق عمل يساهم في خدمة هذا الوطن المعطاء، على أي مستوى وفي مختلف المجالات بشكل عام، وخصوصا عندما تكون المشاركة لتحقيق منجز يبعث الفرح والفخر والاعتزاز في كل أرجاء الوطن، ويعزز ما يتكئ عليه هذا الوطن الحبيب من أمجاد وريادة وشموخ وتفرد وإنجازات إعجازية متعاقبة، لن يكون آخرها وأهمها وأكبرها، بإذن الله تعالى، ثم بحنكة وهمم القيادة الرشيدة أيدها الله، المنجز الرياضي السعودي الكبير والهام، الذي تحقق مساء الثلاثاء الماضي، من خلال تأهل منتخبنا الوطني لكأس العالم 2018 في روسيا، بعد تغلبه على المنتخب الياباني بهدف دون مقابل، في مباراة الجولة العاشرة والأخيرة من منافسات التصفيات الآسيوية، التي احتضنها ملعب مدينة الملك عبدالله «الجوهرة» بجدة، إنها الروح ولكن كيف؟

•• كل ما كان على أرض ملعب الجوهرة، وفي مدرجاته، خلال مباراة الثلاثاء يستوجب التأمل والتبصر، فمباراة الثلاثاء الماضي كانت بمثابة «الرمق الأخير». سبقتها مباراة منتخبنا أمام الإمارات، الثلاثاء ما قبل الماضي، وصُدمت الجماهير السعودية ليس بهزيمة منتخبنا فحسب، بل أيضاً بانعدام الروح القتالية وتدني المستوى لدى اللاعبين. يغالط الحقيقة من قال بأن تلك الصدمة لن تلقي بظلالها سلباً على مباراة الثلاثاء الماضي، وخاصة على مستوى الحضور الجماهير الذي لا يلام على امتعاضه وحقه في توقع عدم قدرة المنتخب بتلك الروح وذلك المستوى على تجاوز منتخب اليابان الأكثر قوة وخطورة من المنتخب الإماراتي.


•• ولولا الله ثم التفاتة ومبادرة ولي العهد الأمير الهمام محمد بن سلمان حفظه الله في الوقت المناسب، التي لم يتكفل من خلالها بتذاكر المباراة فقط، بل أيضاً بإعلانه الذي أوفى به كعادة سموه، وهو أن يكون أول الحاضرين، فأشعل بذلك فتيل الدافعية فضاقت المدرجات بالجماهير حضورا ومؤازرة، واستشعر اللاعبون عظم المسؤولية وأطلقوا العنان لكوامن طاقاتهم فأبدعوا وامتعوا وتأهلوا.

•• يأتي هذا المنجز الرياضي، في الوقت الذي لا زالت فيه التهاني تنهال على قيادتنا الرشيدة بمناسبة الإنجاز المبهر لموسم الحج في هذا العام، أقل ما يمكن أن يقال بعد حمد الله وشكره، إننا ننعم بقيادة نغبط أنفسنا عليها، والله من وراء القصد.

• تأمل:

أجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد.

فاكس 6923348