-A +A
محمد آل سلطان
@dr_maas1010

من يتعامل مع الوطن كمصدر لتغذية حسابه البنكي أو قطعة أرض أو شرهة ينالها بفيلا سكنية أو شاليه أو شقة في إحدى العواصم الأوروبية، بالتأكيد ستصبح مواقفه ملتبسة خاصة إذا كان من النوع الانتهازي الذي لا يريد أن يفقد أي مكتسب مادي أو معنوي يحصل عليه من «معازيبه» في الخارج وهم كثر على حسب مهارته واجتهاده!


الرفاق فعلاً حائرون صامتون يتساءلون ويتشاورون في قطع العلاقات السعودية والخليجية مع قطر بعد صبر الرياض على لأواء التآمر والخيانة القطرية لأكثر من 20 عاماً دون أن ترعوي الصغيرة قطر!

الرفاق يتساءلون: لو قلنا نحن مع وطننا وقيادته ثم تصالح الشيوخ مع قطر «حنا حنروح فيها ونفقد كل ما جمعناه»! كما أننا لن نستطيع أن نرضي «معازيب» الخارج مرة واحدة ونتحمل غضبة الوقوف صراحة ضد الوطن وقيادته! وهل هي أزمة خطيرة أم سحابة صيف عابرة؟! ولمن تكون الغلبة للوطن أو لأعدائه؟!

وفي الأخير سلمتهم عبقريتهم الانتهازية إلى أن الحياد والألوان الرمادية تظل الأسلم في حالهم هذه حتى ينجلي الغبار وتنقشع السحابة! ولا بأس لعدم سد باب الرزق والتكسب وللتهرب من عقدة الوطنية أن نستدعي كل أحاديث الفتنة والاعتزال أو حتى لو وصفنا الآخرين «بالمكارثية»!

إن مشكلة هؤلاء مع الوطن والوطنية تعود أصلاً إلى فكرة ومعتقد كاهنهم الأكبر سيد قطب «ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن» ولهذا تجد حديث الوطنية حديثاً صعب الفهم والهضم حيث يتم من خلاله التلاعب بالفكرة أكثر من التعامل معها! والرقص على مشاعرها أكثر من العيش معها! قد تكون حدود الوطن لديهم سرداباً في «قم» يتخاطبون فيه مع المهدي القادم هاتفياً! أو قد تتشكل حدوده في حمام تركي في «إسطنبول» القديمة! الدولة الوطنية لديهم متغيرة والثابت الوحيد عندهم «الخلافة» ولذلك تجدهم عند الحديث عن الدولة الوطنية وأمنها وحدودها وسيادتها لا ينظرون إلا إلى جيوبهم هم خارج الزمان والمكان، حيث لا حقيقة سوى جيوبهم ومصالحهم ووجاهتهم.. كل تعاملهم مع الوطن ومواطنيه وقيادته هو شعارات زائفة تزول بتوليهم السلطة أو بانتظار خازوق «الخليفة»! أو لبس الوهم مع العمامة «السوداء» أو شرهة بشقة «لندنية» تقيهم حرارة الصيف الذي سيكون لاهبا هذا العام!!

وقفة:

تحية إكبار وإجلال للفنان الرائع طلال سلامة الذي رفض استلام فيلا سكنية ممن يتآمرون على أمن الوطن وقيادته!