-A +A
عزيزة المانع
أعجبتني الرسالة الموجهة من وزارة الخارجية السعودية إلى الأشقاء القطريين، تطمئنهم فيها إلى أن الشعب القطري هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة العربية السعودية، وأن المملكة ستظل سندا له وداعمة لأمنه واستقراره، وأنها تلتزم بتوفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين.

إن هذا هو المتوقع في العلاقة بين شعوب الخليج، فشعوب الخليج لا تربطها العلاقات السياسية، قدر ما تربطها علاقات قرابة ونسب وانتماء لجذور مشتركة، وحين توجه الخارجية مثل هذه الرسالة للأشقاء القطريين، فإنها بذلك تؤكد أن هذه الأزمة التي تمر بها بعض دول الخليج، تنحصر في التحولات السياسية القائمة ولا علاقة لها بالشعوب، فمهما حدث في عالم السياسة من فرقة وانشطار، لا يجب أن يتعمق ليبلغ شطر الشعوب وزرع الفرقة بينها.


من أوائل الحكم التي درست لنا جميعا حين كنا صغارا في المرحلة الابتدائية، أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف، وما زلنا إلى اليوم نتمثل بحكمة ذلك الأب المحتضر وهو يوصي أولاده بأن لا يتفرقوا فيسهل كسرهم كسهولة كسر العصا المنفردة.

من البديهيات التي لا يسع أحدا جهلها، أن شق الجماعة والخروج على وحدة الصف هو ضعف، وأن الأصل هو دعم الإخوان لبعضهم بعضا كلما ظهر ما يهدد سلامتهم، وكما يقول المثل المصري: (أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب). فماذا حدث لخليجنا؟

كم نرجو ألا يطول هذا الشقاق بين دول كانت تعد نفسها وحدة واحدة. كم هو مؤلم أن نرى الأخوة الخليجية تتمزق بهذه الصورة! وكم هو مؤلم أن يجد أعداء الخليج، الذين من مصلحتهم تفجير الصراع داخله، هذه الفرجة الواسعة التي تمكنهم من مد أيديهم ليعيثوا فيه شرا يفسد استقراره وأمنه.

أين مجلس التعاون؟ وأين الجامعة العربية؟ لم لا يكون هناك احتواء لهذه الشرارة المنطلقة في خليجنا الذي نعده من أكثر مناطق الشرق الأوسط أمانا واستقرارا؟ فمهما كانت صغيرة تلك الشرارة، يجب علينا أن لا نستهين بها وأن نتذكر دائما أن (معظم النار من مستصغر الشرر).

حفظ الله بلادنا وخليجنا من شر الأشرار ورد كيد الأعداء إلى نحورهم، ووقانا شر الفتن، وحفظ علينا الأمن والسلام.

azman3075@gmail.com