-A +A
محمد آل سلطان
لو كان ابني لحاولت إصلاحه ثم نبهته ثم زجرته ثم شجبته ثم منعته ولو احتاج لصفعته!! قطر النظام وليس الشعب أشبه بحكاية الابن العاق الذي حاول أبوه أن يتعامل معه بكل مراحل الإصلاح والصبر طوال 22 عاماً، ولكن هيهات لصبي رضع العقوق أن يرعوي دون زجر أو صفع!! نعم إنه العقوق أصل تلك الحكاية المحورية التي يمكن أن تفسر بها الأحداث التي جربت فيها «الجزيرة» الصغيرة ملهاتها ومأساتها السياسية معاً.. جمعت فيها من كل قاع وجيفة خساس الطير بفراخها! بنت أعشاشها وأفقست بيضها وحلمت أنها بتلك الأعشاش الأوهن من خيط العنكبوت أنها ستطاول الجبل الأشم العالي الذي يشرف عليها من بعيد يراها ويتغاضى أحياناً وينصح أحياناً ولكنه كان يعرف أنه في النهاية جبل لو سقطت منه صخرة سحقت «الجرة» التي صنعتها «الجزيرة» الصغيرة مع كل أعشاشها!

إن من تعود العيش في السفح وطبائع الغربان لا يمكن أن يرتقي قمم الجبال ويعيش حياة الصقور! حتى ولو بدل أجنحته وجلل بالبياض سواده، فإن الصقور تأبى أن يكون في سربها من ليس جنسها ولا من بيئتها ولا من طبائعها!


لو كان ابني وجمع في مجلسه الإيراني والإخواني والإسرائيلي لصفعته وقلت له أخرج شذاذ الآفاق من مجلسك! لو كان ابني ورأيته يلوذ بحارس أمريكي مرة وبناطور تركي لنهرته ثم صفعته وقلت له كيف لك يا صغيري أن تحتمي بالأغراب عن آبائك وإخوانك! لو كان ابني ورأيته يضحك مع قاسم سليماني في العراق! لشجبته ومنعته ولو احتاج لصفعته وقلت له كيف لك يا صغيري أن تضع يدك في يد قاتل أخيك!

لو كان ابني ورأيته يتواطأ ضد عائلته وأبيه بموتورين شكلوا جيوشاً إلكترونية ومراكز دراسات للإعلام الاستخباراتي وعشرات الحسابات السوداء والصحف الصفراء لشجبته ومنعته وصفعته وقلت له ويحك أيها العاق «إن سهماً أتاني من الخلف سوف يجيئك من ألف خلف!»

لو كان ابني وقال إن حساب«قنا» مخترق لضحكت منه وعليه وقلت أيهما مخترق يا صغيري أنت أم «قنا» أم قطر كلها «تهكرت» على نغمة عزمي بشارة والقرضاوي وقاسم سليماني!

قطر التي نحبها ونعشقها ونخاف عليها كقطعة من أجسادنا سنجرب معها كل دواء حتى الكي فإن عادت سليمة صحيحة لجسدها فمرحى بها مرحى.. وإن أرادت إفساد سائر الجسد وإحراق البيت الخليجي بنزقها فلا رجعت ولا رجع الحمار!