-A +A
صالح الفهيد
واجتزنا الاختبار التايلندي بفوز مهم جدا، وبثلاثة أهداف رائعة وضعتنا على صدارة مجموعتنا، ورغم أن هذا الفوز أراحنا كثيرا على الأقل في لعبة الحسابات والاحتمالات والافتراضات، وعزز من موقعنا في بورصة الترشيحات، إلا أن معركة الوصول إلى روسيا لم تضع أوزارها، ولا زال المنافسون في الميدان لم يلقوا أسلحتهم، ولم يستسلموا، وما زالت جغرافيا الطريق إلى أراضي الدببة وعرة جدا، وقد تكون حبلى بالمفاجآت.

هذه الحقائق يدركها الجميع هنا في الاتحاد السعودي وفي منتخبنا الكروي فضلا عن الجماهير التي راحت تناقش هذه الاحتمالات والحسابات والافتراضات بُعيد إطلاق حكم مباراتنا مع تايلند صافرة النهاية مباشرة، وثار جدل ساخن بين الجمهور المنقسم على نفسه، ماذا يفضل لنتائج المباريات الأخرى في مجموعتنا، وأين تكمن مصلحتنا؟ في خروج هذا الفريق أو ذاك من ميدان المنافسة، ومن ذا الذي بقاؤه في دائرة المنافسة مصلحة لنا.


لكن يبقى الرهان الوحيد الذي سيكسب هو الرهان فقط على أبطالنا، رجال منتخبنا الوطني الذين يخوضون يوم الثلاثاء القادم مباراة مفصلية أمام منتخب العراق الشقيق على استاد الجوهرة في جدة، وفوز منتخبنا في هذه المباراة سيضمن لنا بنسبة كبيرة الوصول إلى مونديال موسكو، وبالطبع لا يمكن القول إن المباراة سهلة، فهي ستشكل تحديا صعبا لمنتخبنا خصوصا أن المنتخب العراقي الذي يعاني كثيرا في هذه التصفيات سيحاول أمام منتخبنا رد بعض الاعتبار وتحسين مركزه في الترتيب والدفاع عن سمعته وتاريخه وسجله معنا، وأخشى أن يقولوا لنا في موقعة الثلاثاء: نعم، أصبحنا ضعفاء، لكن ليس أمامكم!

أجل.. يوم الثلاثاء القادم سندخل المنعطف الأكثر حساسية وصعوبة في مشوار المونديال، لن تكون المباراة سهلة، ولن يكون منتخب العراق لقمة سائغة لمنتخبنا، بل الخوف هو أن يكون حجر عثرة أمامنا تؤجل الحسم وتعيدنا من جديد للُعبة الحسابات الصعبة، ودون شك فإن مدربنا القدير «مارفيك» يدرك صعوبة هذه المباراة، ونحن على ثقة بأنه سيتعامل معها بالطريقة التي توصلنا للفوز.

فما الذي يخيفنا في منتخب العراق؟

حالته الفنية المتذبذبة، أم أجسادهم التي تشبه الجدران، أم الروح الحماسية التي تعتريه في المباريات التي تجمعه معنا خصوصا؟

الحقيقة كل هذه الأشياء يجب أن نضع لها حساباتها، وتجارب الماضي مع منتخب العراق تنطوي على بعض الدروس والعبر.

آمالنا عريضة، وثقتنا كبيرة، وطموحاتنا بعيدة، مع هذا المنتخب في أن يحيل مساء الثلاثاء إلى احتفالية التأهل للمونديال، فالعراق هو طريقنا إلى روسيا، ونرجو أن تمر قافلة جمالنا عبر أرض السواد وما بين النهرين وصولا إلى أرض الدببة بسلامة.